جورج سورا
جورج سورا |
---|
جورج-پيير سورا Georges-Pierre Seurat (و. 2 ديسمبر 1859 - 29 مارس 1891). فنان فرنسي، طوّر نظام التنقيطية أوالتصوير بالنقط. فبدلاً من حتى يستعمل ضربات الفرشاة، كان سورا يرسم نُقطًا منتظمة ملتصقة ذات ألوان باهرة. وتبدوهذه النقط من على البعد مندمجة، وتوحي بألوان أخرى ذات ألوان باهرة بالدرجة نفسها. وظهرت التنقيطية في أشكال مختصرة لدرجة حتى أشكال البشر تبدوبلا شخصية، وتقارب شكل الإنسان الآلي. وتبدوهذه الصفات في لوحة سورا المسماة نهار الأحد على جزيرة لاجراند جات (1886م).
تأثر سورا بالرسامين الانطباعيين خاصة كلود مونيه وكاميل بيسارو. وقد استخدم ألوان الانطباعيين الزاهية، وكذلك موضوعاتهم: كمرسم الفنان، ومناظر السيرك، والموانئ ، وشواطئ البحر. ورفض سورا الممضى غير المبالي والمسترخي للانطباعيين، ومحاولاتهم لتصوير ما تراه العين في نظرة خاطفة. وليجد ممضىًا فهميًا أكثر انضباطًا تفهم سورا نظريات الكيمياء الفرنسية عن الألوان والضوء على يد ميشيل-يوجين شيڤرويل والفنان الفرنسي اوجين دولاكروا.
وعندما ظهرت لاجراند جات في معرض لفن الانطباعيين عام 1886م، جذبت الكثير من الرسامين إلى التنقيطية. وأصبح هؤلاء الرسامون معروفين باسم مجموعة الانطباعيين المحدثين، وضمت هذه المجموعة هنري كروس، كامي بيسارو، وبول سيجناك المتحدث باسم الحركة. وأثر الانطباعيون المحدثون على الكثير من رسامي بداية القرن العشرين، ومنهم الفوفيون والمستقبليون والتعبيريون الألمانيون.
حياته الشخصية
وُلد سورا في باريس، وكان انطوائيًا، لم يُعهد سوى القليل من التفاصيل عن حياته الخاصة. عاش مع والدته وأخيه في كوميون باريس إبان عام 1871. وهومن مؤسسي المدرسة الانطباعية الجديدة في أواخر القرن التاسع عشر، إذ استطاع بتقانته وأسلوبه المعروف بالتنقيطية تصوير الضوء وانعكاساته باستعمال لطخات صغيرة متضادة الألوان، فأبدع في استعمال هذه التقانة بتوليفاتها الضخمة ولطخات الألون الصافية المنفصلة عن بعضها، والتي يصعب على المشاهد تمييزها إذا لم ينظر عن بعد إلى تام العمل الفني نظرة شاملة. وبالتقانة هذه جعل لوحاته تومض ببريق من النور، وقد تجلى هذا في لوحتيه: «حمام سباحة أسنيير» و«بعد ظهر يوم أحد في جزيرة لا گراند جات».
بدأ جورج سورا الرسم منذ حداثته، وتابع في عام 1875 دورة تدريبية عند النحات جوستان لوكيان، ثم التحق وهوفي السادسة عشرة بمدرسة الفنون الجميلة في عام 1878 حيث التقى هنري ليمان تلميذ أنگر. راح سورا يصور النساء والرجال صوراً تقليدية إلى حتى عثر في مخطة المدرسة على كتاب كان مصدر إلهام لـه في مستقبل أيامه عنوانه: «منطقة عن تواقيع الفن الجلية» تأليف همبرت دوسوبرفيل وحفار من جنيف، يعالج الكتاب منهجاً مستقبلياً في فهم الجمال، ويلقي الضوء على علاقة الخطوط بالصور. تأثر سورا أيضاً بعالِم الجمال ديڤد سوتر الذي جمع بين الرياضيات وفهم الموسيقى، ولقد أظهر سورا من عمله الوجيز اهتماماً غير مألوف في أسس الفن الفكرية والفهمية.
وحين ناهز العشرين من عمره، عام 1879، مضى الفنان إلى برست ليؤدي الخدمة الإلزامية، ورسم هناك البحر والشواطئ والقوارب، وحين عاد إلى باريس في الخريف التالي ليشارك في المرسم فناناً آخر هوإدمون-فرنسوا أمان-جان الذي ألحقه فيما بعد في صف ليمان، ولكنهما افترقا هرباً من سياسات مدرسة الفنون الجميلة وتعاليمها. وفي الربيع استقل الصديقان مركب المسافرين إلى [[جزيرة گراند جات، وعرض الفنان لوحاته في الصالة الرسمية حيث كانت الحكومة ترعى فيها المعرض السنوي أول مرة عام 1883، وعرض لوحات صور شخصية لأمه ولصديقه أمان ـ جان، وبدأ في العام ذاته بإعداد دراسات ورسوم سريعة ولوحات على الخشب من أجل لوحته «حمام أسنيير» التي تقدم بها للمشاركة في الصالون ورفضتها لجنة التحكيم عام 1884، وتصور هذه اللوحة أشخاصاً يستحمون في نهر السين في يوم صيفي، ويستريحون على شاطئه. يلاحظ في هذه الصورة حتى تأثير الجوالذي امتاز به التصوير الانطباعي قد أضيفت إليه متانة في الشكل وفي التصميم، وشارك بهذه اللوحة في معرض مؤسسة جماعة الفنانين المستقلين، وهي رابطة بلا حكام وبلا جوائز. كان سورا في هذه الفترة متأثراً بلوحات بوڤيس دوشاڤان الرمزية النصبية؛ كما اجتمع بالكيميائي العجوز ميشيل-يوجين شيڤرويل، وجرب وفقاً لنظرياته دوائر النور اللونية، ودرس تأثيراتها التي يمكن إنجازها بالألوان الثلاثة: الأصفر والأحمر والأزرق ومتمماتها التي توضح استخدام ثلاث توليفات من الألوان المتكاملة: أحمر وأصفر - أزرق وبرتنطقي - بنفسجي وأصفر، وتعتمد هذه الطريقة على رسم المساحات اللونية على شكل بقع صغيرة منفصلة من ألوان أساسية متكاملة ينتج من تجمعها اللون المطلوب. التقى سورا مصادفة بپول سينياك، فتابعا معاً نظريات الألوان التي ابتكرها الفهماء وقتذاك، وبصفة خاصة نظرية «التباين والتوافق» ونظرية «تفاعل الألوان المتكاملة».
أمضى الفنان عام 1885 يعمل في جزيرة لاگراند جات شتاءً، وفي كامب نورمندي الكبير صيفاً؛ وعرَّفه سينياك المفهم الانطباعي كميل بيساروالذي تحول مؤقتاً إلى تقانة التنقيطية. أنهى جورج سورا لوحته (لاغراند جات) وعَرَضها من 15 أيار حتى 15 حزيران في معرض الانطباعيين، فأثارت هذه اللوحة بتقانتها اهتماماً عظيماً.
أنهى سورا في عام 1887، رسم لوحة «المتكلّفات». وفي عام 1888 مضى مع سينياك إلى بروكسل ليشاهدا المعرض العشرين لمجموعة من الفنانين المستقلين، وشارك في معرض المستقلين عام 1889 بمناظر طبيعية، وأنجز في أثناء هذه الفترة صورة شخصية لپول سينياك.
أيامه الأخيرة
أكمل الفنان في عام 1890 لوحته «الضوضاء» التي شارك بها في المعرض العشرين في بروكسل، وصور في الفترة عينها لوحة «الشابة التي تتبرج»، وقضى ذلك الصيف في گراڤلين حيث صور الكثير من المناظر الطبيعية وحدد ما عسى حتى تكون لوحته الأخيرة، ألا وهي السيرك؛ وعرضها قبل حتى تكتمل في المعرض الثامن للفنانين المستقلين، وكأنما بداخله هاجس بموت وشيك.
أنهك سورا نفسه في العمل على تنظيم المعرض، وفي عرض الأعمال الفنية وتعليقها، فأصيب إثر ذلك بقشعريرة تطورت إلى سقم الدفتريا وتوفي قبل حتى ينتهي المعرض في يوم أحد الفصح، وفي اليوم التالي لوفاته قدمت مادلين كنوبلوش نفسها في قاعة الحي الذي تقطن فيه على أنها أم لبيير جورج سورا؛ الطفل الذي أصيب بعدوى سقم أبيه، وتوفي في 13 مايو1891.
دفن سورا في مدفن العائلة في مقبرة الأب لاشيز، تاركاً سبع لوحات كبيرة، وأربعين من اللوحات والرسوم السريعة، و500 من الأوراق المرسومة، وخط عدة زاخرة بالرسوم السريعة، ومع حتى ما خلفه من حيث الكمية قليل، إلا حتى هذه الآثار وضعته بين فناني الطليعة في فترة من أعظم الفترات في تاريخ الفن.
معرض الصور
المستحمون في أسنيير، 1884، المعرض الوطني، لندن
العارضات 1888، مؤسسة بارنس، مريون
طقس غائم، لا گراند جات Grande Jatte, 1888، متحف فيلادلفيا للفن
السيرك، 1891، متحف اورساي باريس
انظر أيضاً
- التنقيطية
- Chromoluminarism
- الأحد في الحديقة مع جورج
- تاريخ الرسم
- الرسم الغربي
- ما بعد الانطباعية
المصادر
- ^ بطرس خازم. "سورا (جورج ـ)". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-05-10.
للاستزادة
- Cachin, Françoise, Seurat: Le rêve de l’art-science, Paris: Gallimard/Réunion des musées nationaux, 1991
- Everdell, William R. (1998). The First Moderns. Chicago: University of Chicago Press. ISBN .
- Fénéon, Félix, Oeuvres-plus-que-complètes, ed., J. U. Halperin, 2v, Geneva: Droz, 1970
- Gage, John T., “The Technique of Seurat: A Reappraisal,” Art Bulletin 69:3 (87 September)
de-Siècle Paris, New Haven, CT: Yale U.P., 1988
- Homer, William Innes, Seurat and the Science of Painting, Cambridge, MA: MIT Press, 1964
- Lövgren, Sven, The Genesis of Modernism: Seurat, Gauguin, Van Gogh & French Symbolism in the 1880s, 2nd ed., Bloomington, IN: Indiana U.P., 1971
- Rewald, John, Cézanne, new ed., NY: Abrams, 1986
- Rewald, Seurat, NY: Abrams, 1990
- Rewald, Studies in Impressionism, NY: Harry N. Abrams, 1986
- Rewald, Post-Impressionism, 3rd ed., revised, NY: Museum of Modern Art, 1978
- Rewald, Studies in Post-Impressionism, NY: Harry N. Abrams, 1986
- Rich, Daniel Catton, Seurat and the Evolution of La Grande Jatte (U. of Chicago Press, 1935), NY: Greenwood Press, 1969
- Russell, John, Seurat, (1965) London: Thames & Hudson, 1985
- Seurat, Georges, Seurat: Correspondences, témoignages, notes inédites, critiques, ed., Hélène Seyrès, Paris: Acropole, 1991 (NYU ND 553.S5A3)
- Seurat, ed., Norma Broude, Seurat in Perspective, Englewood Cliffs, NJ: Prentice-Hall, 1978
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Georges-Pierre Seurat. |
- www.GeorgesSeurat.org - 106 works by Georges-Pierre Seurat
- “Port-en-Bessin, Entrance to the Harbor in the MoMA Online Collection