مريض الوهم
هذا الموضوع مبني على منطقة لابراهيم العريس بعنوان . |
مريض الوهم | |
---|---|
قنسطنطين ستانيسلاڤسكي في دور أرگان
في عرض على مسرح موسكوللفن عام 1913. | |
خطها | موليير |
تاريخ أول عرض | 1673 |
اللغة الأصلية | الفرنسية |
الصنف | كوميديا |
مريض الوهم (بالفرنسية: Le malade imaginaire [lə malad imaʒinɛːʁ]، The Imaginary Invalid)، هوباليه كوميدي من ثلاثة فصول تأليف المحرر المسرحي الفرنسي موليير وموسيقى ورقصات مارك أنطوان شارپنتييه. عُرضت لأول مرة فيعشرة فبراير 1673 على مسرح القصر الملكي، پاريس تعهد المسرحية أيضاً باسم "مريض الوسواس"، ترجمة بديلة للاسم الفرنسي.
فكرة العمل
كثر في فرنسا منذ فترة الدراسات والخط التي تحاول القول إذا موليير ليس هوصاحب أعماله الكبيرة. ونعهد طبعاً ان التكذيب والنسيانقد يكونان عادة مآل هذا النوع من «التأكيدات». وذلك لسبب سهل لخّصه مفكر انگليزي مرة بقوله: «حسناً... قد يحدث شكسبير شخصاً لا وجود له. ومع هذا ها نحن أمام أعمال مسرحية خطها، بالتأكيد عبقري ما... وهذا العبقري قد يحدث اسمه شكسبير».
فالعمل، بعد كلّ شيء، هوالتأكيد الأفضل على وجود صاحبه... إلى غير ذلك هوعمل موليير، لأن الرجل خلّف وراءه حين رحل عن عالمنا في عام 1673، عشرات المسرحيات والنصوص، واتى ذكره في مراجع زمنه وفي مدوّنات البلاط و«الكوميدي فرانسيز»، الى درجة لا يعود معها ممكناً الحديث إلا عن... اقتباسات قام بها، في اسوأ الاحوال، لبعض أعمال لغيره كان يكتشف وجودها وهويبحث عن أفكار. ولكننا نعهد، في عالم الأدب والفن ان الفكرة ليست، أبداً، الأساس. الأساس هوكيف من الممكن أن يعالج المبدع هذه الفكرة وكيف يوظّفها في زمنه وفي اطار عمله. ولولم يكن الأمر كذلك لكان علينا ان نلغي معظم اعمال شكسبير وغيره، وصولاً الى «ثلاثية» محررنا الكبير نجيب محفوظ، التي قد تشبه في فكرتها عملاً لغالسوورثي اوعملاً لتوماس مان، لكنها في نهاية الامر، وفي الحياة التي باتت لها، عمل محفوظي من ألفه الى يائه.
من هنا، حتى اذا كان تاريخ الأدب قد نطق لنا، مثلاً، ان موليير، عثر على فكرة آخر مسرحية خطها، وهي «مريض الوهم» في مقدمة وضعها محرر مغمور لعمل له صدر في ذلك الحين، فإن هذه الواقعة يجب ألا تعني شيئاً، لأن النص المسرحي الذي خطه صاحب «البورجوازي النبيل» و«دون جوان»، عاش جميع حياته منذ انجز وقدم أوائل عام 1673، في شكل مستقل، ليشير الى موليير، نفسه، حياة موليير، برمه بالأطباء، وليختصر في حبكة أخاذة، جميع ما كان موليير حمّله لهزلياته، ولأعماله الاخرى طوال تاريخ مسيرته الكتابية. وهنا لا بد من ان نشير الى ان موليير قد فارق الحياة غداة تقديم العرض الرابع للمسرحية التي نتحدّث عنها هنا يوم 17 شباط (فبراير) من ذلك العام، فهماً حتى بداية العروض كانت في اليوم العاشر من الشهر نفسه. ولنذكر هنا، على الهامش، ان موليير اذ كان امتنع عن نكران عمله كممثل امام رجال الدين، لم يعط الحق الكنسي بأن يدفن في أرض مسيحية، ما استدعى يومها تدخل الملك حتى تقبل الكنيسة دفنه في مقبرة القديس يوسف، من دون احتفالات تذكر.
> وعلى رغم ان «مريض الوهم» مسرحية هزلية صاخبة، نعهد ان بدء موليير بالتفكير فيها وصوغها كان حين توفيت صديقته مادلين بيجار قبل ذلك بعام، وهي وفاة لام موليير الاطباء عليها، وراح يفكر بأن «يبهدلهم» في عمل مقبل له. إلى غير ذلك ما ان انتهى يومها من كتابة «النساء العالمات» وانفصل عن الموسيقي لوللي الذي كان تعاون معه، تحت إشراف البلاط، في الكثير من اعماله، حتى قرر ان يخط «مريض الوهم» من دون ان يعهد طبعاً انها ستكون مسرحيته الاخيرة، اذ بالكاد كان يومها تجاوز الخمسين من عمره. وكانت تلك المسرحية، عدا عن ذلك، اول عمل مسرحي في ذلك الحين لا يخطه موليير للبلاط، ومن هنا سهّل عليه ان يكلف شاربانتييه كتابة الموسيقى لها، اذ كان قد منح لوللي امتياز احتكار جميع الموسيقى التي تؤلف ضمن اطار النشاطات الفنية للبلاط.
على رغم الظروف التي أحاطت بكتابة «مريض الوهم» كان موليير، بداية، قرر ان يجعل منها عملاً ترفيهياً خالصاً. أراد منها، وفق تعبيره «ان تعجب الشعب والمدينة» من دون ان يعني هذا انها لن تعجب جلالة الملك. والحال ان «مريض الوهم» اعجبت الجميع كثيراً ولا تزال، حيث تفيدنا الاحصاءات انها قدمت، بين عامي 1680 و1967، اكثر من 1650 مرة على خشبة «الكوميدي فرانسيز» وحده. وأما موليير نفسه، فإنه احصى خلال الايام الاخيرة من حياته، ان «مريض الوهم» عادت عليه في عروضها الأولى الأربعة تباعاً، بما مجمله 6549 ليبرة... وهورقم كان مدهشاً في ذلك الحين. فعمّ، بعد هذا كله تتحدث هذه المسرحية؟
في المقام الأول، والأكثر حدة، طبعاً، تتحدث عن عجز الاطباء عن مداواة السقمى، وعن وصفاتهم وتشخيصاتهم التي تؤدّي، أحياناً، الى القضاء على المريض بدلاً من شفائه. لكن هذا، وإن كان لب الموضوع، فإنه لم يقدّم الا في خلفية تلك الحكاية العائلية التي تسير، في نهاية الامر، على النمط الذي كان موليير مبنادىً فيه، وملأ به معظم مسرحياته الكبرى، ما جعله اعظم محرر كوميدي في تاريخ فن المسرح.
فنحن هنا وسط حبكة عائلية تدور من حول آرغان، احدى شخصيات موليير الأكثر قوة وجاذبية، الى جانب تارتوف ودون جوان. وآرغان هنا ثري ورب عائلة تزوج من امرأة ثانية هي غير ام اولاده. وهوالآن، حين تبدأ المسرحية يعيش في وهم انه مريض، ويتحرك في اطار كتابة وصيته وتعيين من سيرث امواله. إلى غير ذلك تدور من حوله مؤامرات الطمع، والتضارب بين الغدر والاخلاص، والحق والانانية. لقد سلّم آرغان قدره الى الاطباء، اذ افترض انه مريض وميت لا محالة... لذا راح يرتب الاحوال من بعده. وها هويخطط لتزويج ابنته، من زواج أول، آنجيليك التي تحب كليانت، فتعتقد آنجيليك ان العريس المعيّن هوحبيبها وتقبل بسعادة. لكن آرغان كان قد اختار توماس، الطبيب الشاب وابن الطبيب لابنته. لذا يبدأ الضغط على هذه الأخيرة لكي تطيعه ويهددها بحرمانها في وصيته إذا لم تعمل. وهنا تدخل بيلين زوجة آرغان الثانية معلنة قدوم المحرر العدل الذي سيغير الوصية بناء على رغبة آرغان. وتكتشف الخادمة طوانيت، حليفة انجيليك، ان المحرر العدل ليس سوى العشيق الخفي لبيلين، التي ما تزوجت آرغان الا طمعاً بوراثته. إلى غير ذلك ينتهي الفصل الاول بعد ان يكشف امامنا، كما هوالحال في «طرطوف» و«البخيل» وبخاصة في «البورجوازي النبيل» جميع الحبكة منذ البداية ويمكننا، طبعاً، انطلاقاً من هنا حتى نتسقط كيف من الممكن أن ستكون النهاية. اذ لا حديث هنا: في النهاية سينتصر الطيبون وينكشف الاشرار، ويكتشف مريض الوهم انه ليس مريضاً وأن الاطباء انما كانوا يضحكون عليه لابتزازه، حالهم في هذا حال زوجته بيلين وعشيقها. الجديد هوأسلوب عرض الاحداث وتطورها... اذ في الفصل الثاني، وبتدبير من طوانيت يتم ادخال العاشق كليانت الى البيت كموفد من استاذ الموسيقى الذي يدرّس انجيليك... إلى غير ذلك، في لقاء مؤامرة بيلين، تحيك الخادمة طوانيت مؤامرتها المضادة، وسط مناخ حافل بالمفارقات والحوارات والاغاني والمناورات والصراعات الخفية، لينتهي الأمر كله بموافقة آرغان، (بعد ان «شفي» من سقمه وفضح رياء زوجته والمحيطين بها)، على زواج انجيليك وكليانت ويعم الفرح المكان.
من المؤكد ان «مريض الوهم» هي الاشهر وربما الاقسى في مسار جان - باتيست بوكلان (موليير) العملي، منذ بدايات كتابته وتمثيله المسرحيين في عام 1643 (وكان في الحادية والعشرين من عمره)، فهماً حتى مسار موليير، امتلأ بتلك الاعمال التي لا تزال حية بيننا حتى اليوم، مثل: «سخيفاتنا الغاليات» و«مدرسة الازواج» و«مدرسة النساء» و«النفور» و«التبجيل» و«جورج داندان» وغيرها من اعمال أسّست، بالتأكيد لنوع معين، وواقعي نقدي الى حد بعيد، من انواع المسرح الكوميدي.
المصادر
- دار الحياة
انظر أيضاً
- Charles Robert Leslie
وصلات خارجية
- Analysis, Plot overview (in French)
- English translation on the Gutenberg Project
- dormitive principle - a term coined in the play.
- ^ Garreau 1984, p. 418.