سالنامه
سالنامه اسم مكون من مبترين من اصل فارسي إلا أنه هجر ودخل القاموس الهجري العثماني، حيث حدثه «سال» تعني السنة و«نامه» تعني الكتاب أوالكتيب، لذا فيقصد بها الكتاب السنوي، أما معناه الاصطلاحي فهوكتاب يحمل بعض الخواص التقويمية والفهمية والتعليمية.
ويعهدها الاستاذ شمس الدين سامي في القاموس الهجري بانها « كتاب موقوت يصدر جميع عام، ويبين وقائع واحوال سنة واحدة ».
كما يطلق على سالنامة اسماء هجرية كتقويم اونوسال وكلها تعني حولية اوتقويم سنوي.
أنواع سالنامة
وتنقسم انواع سالنامة في الدولة العثمانية الى نوعين، فاذا اصدرتها الدولة اواحدى وزاراتها اوهيئاتها اواحدى الولايات التابعة لها تعد سالنامة رسمية، اما اذا اصدرتها مؤسسة خاصة اوافراد سواء في العاصمة استنبول اوفي الولايات التابعة لها فتكون سالنامة غير رسمية.
وسالنامة الرسمية يطلق عليها اسم «سالنامة دولت عليه عثمانية» وتعني باللغة العربية «الكتاب السنوي للدولة العلية العثمانية»، اما اذا كانت صادرة من وزارة فيطلق عليها اسم الوزارة عملى سبيل المثال «معارف سالنامة سي» ويقصد بها باللغة العربية الكتاب السنوي لوزارة المعارف وحرفا «سي» الملحقان بالحدثة هما علامة المضاف في اللغة العثمانية، و(خارجية سالنامة سي) اي الكتاب السنوي لوزارة الخارجية وهلم جرا.
اما سالنامة الصادرة من الولايات التابعة للدولة العثمانية فتحمل اسم الولاية نفسها فمثلاً: مصر سالنامة سي ، وبغداد سالنامة سي ، والبصرة سالنامة سي ، وحجاز سالنامة سي ، وطرابلس غرب سالنامة سي.
سالنامة الدولة العثمانية
صدر أول عدد من سالنامة العثمانية في عام 1263 هجري (1847م) واتخذت من التقويم الهجري اساساً لها في تبيان الاحصاءات والبيانات الرسمية للدولة العثمانية، وخطت السالنامة باللغة العثمانية التي تخط بالاحرف العربية، واستمرت في الصدور وفق التقويم الهجري حتى العدد (64) الصادر في عام 1325هـ، حيث تم اعتماد التاريخ المالي العثماني من العدد 65 لسنة 1326 مالي حيث تبدأ السنة المالية في مارس من جميع عام والتي اعتمدت عليه الدولة العثمانية اساساً في تدبير شؤونها المالية والادارية ويطلق عليه التاريخ الرومي.
واستمرت في الصدور لثلاث سنوات ثم توقفت عن الصدور لمدة اربعة اعوام خلال الفترة ما بين 1913-1916م بسبب اشتراك الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى، ثم عاودت للصدور في عام 1333هـ (1917م) ليكون العدد (68) هواخر عدد صدر من سلسلة سالنامة التي استمرت ما يقارب سبعين عاما وسجلت في ثناياها بيانات مهمة ومعلومات قيمة عن الدولة العثمانية والبلدان والمناطق العربية التابعة لها.
ويقول الدكتور محمد حرب في احد أبحاثه القيمة ما يلي:
كان اول ظهور لسالنامة الدولة العثمانية عام 1263هـ (1847م) بجهود جميع من المؤرخ خير الله افندي «المتوفي 1866م» وأحمد وفيق افندي (1823-1891م) وأحمد جودت پاشا (1822-1895م) وبتشجيع من بهجت افندي أمين مجلس المعارف ورشيد بك عضوهذا المجلس بترتيب سالنامة الدولة، وبعد فترة صدرت ارادة سنية بان تتولى امانة نظارة «وزارة» المعارف اصدار سالنامة، واخيراً اعتباراً من عام 1306هـ(1888م) تم نقل الموظفين التابعة للجنة الموظفين المدنيين واستمرت هذه الادارة تتولى اصدار سالنامة حتى انتهاء الدولة العثمانية وبالتالي فان السالنامة قد بدأت في الصدور عام 1263هـ (1847م) واستمرت في الصدور بلا انقطاع حتى عام 1328 مالي (1910-1911م) ثم انبترت بعمل الحرب العالمية الأولى عدة سنوات تم صدرت عام 1333 مالي 1917م. وقد بلغ مجموع ما صدر من هذه السالنامة 68 عددا.
ثم عاودت سالنامه الظهور في عهد الجمهورية الهجرية بين عامي 1925 و1928 بعنوان "هجريه جمهوريتى دولت سالنامه سى"، ثم بعنوان Türkiye Cumhuriyeti Devlet Yıllığı لعامي 1928/1929.