علم الأصوات

عودة للموسوعة

فهم الأصوات

فهمُ الأصوات Phonetics يفهم الأصوات اللغوية، من حيث مخارجها وصفاتها وكيفيَّة صدورها. ويطلق على هذا الفهم أيضًا: الصّوتيات، أوفهم الصّوتيات، وهوفرع من فروع فهم اللغة.

يرى فهم الأصوات في اللغة مجموعة من الأصوات ينتجها الإنسان بوساطة جهازه الصَّوتي (جهاز النطق)، الذي يُولد مزوَّدًا به، وهويتكوَّن أساسًا من الرئتين والقصبة الهوائية ثم الحلق والحنجرة والحبال الصوتية (الأوتار الصوتية) واللهاة واللسان والحنكين والشفتين، ومعها تجويف الفم والأنف. انظر: جهاز النطق البشري في موضوعات فهم الأصوات في هذه الموضوعة. والكيفية التي يُنتج بها الجهاز الأصوات، تقوم على عملية يسيرة تنتج عن احتكاك الهواء بين العضلات فيُسمَع لها رنين، يخرج كُلّ مرَّة على شكل مُغاير للمرّة الأخرى، وهذا الهواء تدفعه الرئتان إلى المنطقة التي يُراد حتى يخرج الهواء منها، فينتج بذلك ما نطلق عليه الصوت.

يقوم فهماء الأصوات بدراسة شيئين هما: مخارج الأصوات أي تحديد منطقة جميع صوت على جهاز النطق، ويسمّون الأصوات بحسب مخارجها، فيقولون: هذا صوت لثوي، وذاك أسنانيّ، وآخر شفوي، ورابع لهويّ إلى غير ذلك.... والشيء الثاني، هوصفات الأصوات، وهنا يقومون بوصف الصّوت بناء على ملاحظة طريقة احتكاك الهواء بعضلات جهاز النُّطق. وتتغير طريقة النطق (طريقة احتكاك الهواء وطريقة وضع العضوالناطق) في نفس المخارج، ويؤدّي ذلك إلى حتى يتصف الصّوت بسمات مختلفة، تحدّد صفاته النطقية، فينطق هذا صوت مهموس، وذاك مجهور، وثالث رخو، ورابع شديد إلى غير ذلك....

مناهج الدَّرس اللغوي

تدرس الأصوات اللغوية، في ضوء فهمين، يسمى الأول منهما فهم الأصوات ويطلق عليه أيضًا الفوناتيك؛ ويسمى الآخر فهم وظائف الأصوات، أوفهم الأصوات التنظيمي، أوفهم الأصوات التشكيلي، ويطلق عليه الفنولوجيا. ويدرس الفهم الأول الأصوات من حيث كونها أحداثًا منطوقة بالعمل، لها تأثير سمعي معيّن، دون نظر في قيم هذه الأصوات، أومعانيها في اللغة المُعَيَّنة، إنّه يُعنى بالمادة الصوتية، لا بالقوانين الصّوتية، وبخواص هذه المادة، أوالأصوات بوصفها ضوضاء، لا بوظائفها في الهجريب الصّوتي للغة من اللغات. أما الفهم الثاني الفنولوجيا فيُعنى بتنظيم المادّة الصوتية وإخضاعها للتقعيد والتقنين، أي البحث في الأصوات من حيث وظائفها في اللغة.


فهم الأصوات وجوانبه

تمرُّ عمليَّة الكلام بخمس خطوات، أوأحداث متتالية مترابطة، يقود بعضها إلى بعض، حتَّى يتم التواصل بين المتحدث والسامع، وتلك الأحداث ـ بترتيب وقوعها ـ هي: 1- الأحداث النفسيَّة والعمليات العقليَّة التي تجري في ذهن المتحدث قبل الكلام، أوأثناءه. 2- عملية إصدار الكلام الممثَّل في أصوات ينتجها الجهاز المسمَّى جهاز النطق. 3- الموجات والذبذبات الصوتية الواقعة بين فم المتكلِّـم وأذن السامع. 4- العمليات العضوية التي يخضع لها الجهاز السمعي لدى السامع. 5- الأحداث النفسية والعمليات التي تجري في ذهن السامع عند سماعه للكلام واستقباله للموجات والذبذبات الصوتية المنقولة إليه بوساطة الهواء.

يُفترض حتى يقوم عالم الأصوات بالنَّظر في المراحل الخمس المذكورة، حتى يحيط بجوانب موضوعه، غير حتى معظم الدارسين من فهماء الأصوات رأوا إهمال الجانبين الأول والخامس وعدم التعرُّض لهما بالدرس، وذلك لأن الجانبين المشار إليهما جانبان نفسيّان عقليّان، وموضوع عالم اللغة تفهم الأحداث اللغوية المنطوقة بالعمل، ولأن هذه العمليات النفسية العقليّة معقدَّة وغامضة.

يتَّضح ممّا تجاوز حتى أصوات الكلام لها ثلاثة جوانب متَّصلة لا يمكن تصور أحدها دون الآخر، وهذه الجوانب هي: 1- جانب إصدار الأصوات، أوالجانب النُّطقيّ، ويشار إليه بالجانب الفسيولوجيّ، أوالعضويّ للأصوات. 2- جانب الانتنطق، أوالانتشار في الهواء، أوالجانب الأكوستيكيّ، أوالفيزيائي. 3- جانب استقبال الصوت، أوالجانب السمعي، ويتمثَّل في الذبذبات التي تؤثّر على طبلة أذن السامع.

فروع فهم الأصوات

تلك الجوانب الثلاثة تقع في مجال فهم الأصوات، وهوالمختص بدراستها والنظر فيها دون غيره من فروع فهم اللغة. ويتطلـّب تعدد تلك الجوانب تعددًا في المناهج حتى يقوم جميع منها بدراسة جانب من تلك الجوانب ونتيجة لهذه التعدديَّة، ظهرت فروع عديدة لفهم الأصوات، تختلف في أهدافها ووسائلها، ومن أبرز تلك الفروع:

فهم الأصوات النُّـطقي

ويبحث في عملية إنتاج الأصوات اللغوية ومكان نطقها، وطريقة إصدارها، ويسمى هذا الفهم أيضًا فهم الأصوات الفسيولوجي، أوفهم الأصوات الوظائفي.

فهم الأصوات الفيزيائي

ويبحث في أصوات اللغة من حيث خصائصها الماديَّة، أوالفيزيائية أثناء انتنطقها من المتحدث إلى السامع، ويعرض هذا الفهم لتردُّد الصوت وسعة الذبذبة وطبيعة الموجة الصوتية وعلوّ الصوت (النغمة) ونوعه (الجرس).

فهم الأصوات السمعيّ

ويبحث في جهاز السمع البشري وفي العملية السمعية وطريقة استقبال الأصوات اللغوية وإدراكها.

فهم الأصوات العام. ويبحث في الأصوات اللغوية بشكل عام، أي دون ربطها بلغة عملية.

فهم الأصوات الخاص. ويبحث في أصوات لغة مُعيَّنة دون سواها، مثل أصوات اللغة العربية.

فهم الأصوات الآلي

ويبحث في أصوات اللغة، باستخدام المنهج التجريبي، كما يستخدم الآلات الإلكترونية لكشف خصائص هذه الأصوات، مثل جهاز رسم الأطياف الذي يحدد نوع الصوت وقوته ونغمته. كما يستخدم الحنك الاصطناعي لدراسة الأصوات الحنكيَّة. ويسمَّى هذا الفهم أيضًا: فهم الأصوات المعملي، أوفهم الأصوات التجريبي.


فهم الأصوات المقارن

ويبحث في وجوه الشبه والاختلاف بين أصوات لغة ما، وأصوات اللغات الأخرى.

فهم الأصوات المعياريّ

ويصف أصوات لغة معينة، كما يجب حتى تُنطق بصورتها السليمة، أوصورتها المثالية، لا كما ينطقها الناس ويسمَّى أيضًا: فهم اللغة الفَرْضِيّ.

فهم الأصوات الوصفي

ويبحث في أصوات اللغة المستخدمة في فترة زمنية محددة. وهولقاء لفهم الأصوات التاريخي.

فهم الأصوات التاريخي

ويبحث في أصوات لغة ما، لفهم التغيُّر والتطوُّر الذي أصابها عبر مراحل تاريخية سابقة.

فهم الأصوات البحت

ويبحث في الأصوات اللغويّة لفهم خواصّها النُّطقيَّة دون البحث في تطوّرها أووظيفتها أوإدراكها.

فهم الأصوات القِطْعِيَّة

ويبحث في الصَّوائت والصَّوامت فقط.

فهم الأصوات فوق القِطْعِيَّة

ويبحث في النَّبر والفواصل والنَّغمات. (الصوت اللغوي أصغر وحدة صوتية مميزة ليس لها معنى نحوي أودلالي، والبدل الصوتي تنويعة نطقية في السياق الصوتي، لنفس الصوت اللغوي. عملى سبيل المثال: الصوت /ف/ في اللغة العربية الصوت اللغوي، لكن بعض العرب قد ينطق هذا الصوت اللغوي في حدثة لفظ قريبًا من الصوت الإنجليزي /v/ ويكون الصَّوت [ف] أو[v] في حدثة لفظ تنويعة نطقية أوصوتية للفونيم، أي بدل صوتي في اللغة العربية، وليس فونيمًا كما في اللغة الإنجليزية مثلا).


فهم الأصوات الوظيفي

ويدرس الأصوات من حيث وظيفتها، أي أنه يفهم الفونيمات وتوزيعاتها وبدائلها الصوتية، ويسمَّى فهم الصوتيات.

فهم عيوب النُّطق

ويدرس عيوب النطق لدى الأفراد وأسبابها وطرق علاجها.

موضوعات فهم الأصوات

لفهم الأصوات مجالات عديدة من أهمها: دراسة جهاز النُّطق البشري، ووصف الصوت اللغوي والتفريق بين الصوت اللغوي والبدل الصوتي.

جهاز النطق البشري

يتكون هذا الجهاز من عضلات البطن والحجاب الحاجز والرئتين والقصبة الهوائية والحنجرة والوترين الصوتيين والمزمار والحلق واللسان والشفتين والأسنان العليا والأسنان السُّفلى واللـِّثة والغار والطبق واللهاة والتَّجويف الأنفيّ والتَّجويف الفمويّ، والتجويف الحلقي، ولكلٍ من هذه الأعضاء دور خاص في عملية النطق التي تقوم بها.

وصف الصوت اللغوي

لوصف الصوت اللغوي لابد من أخذ عدة عوامل في الاعتبار مثل: مكان النُّطق (شفوي؛ أسناني؛ بين أسناني؛ لثويّ؛ لثويّ غاريّ؛ غاريّ، طبقيّ؛ لهويّ؛ حلقي؛ حنجري). والناطق (الشَّفة السُّفلى؛ ذَلَق اللّسان؛ مُقدّم اللّسان، وسط اللّسان؛ مؤخر اللّسان؛ جذر اللّسان). وكيفية النُّطق (انفجاري؛ احتكاكيّ؛ جانبيّ؛ أنفي؛ تكراريّ؛ صائت؛ شبه صائت؛ مجهور؛ مهموس؛ رخو؛ ليِّـن؛ قصير؛ طويل). ويُضاف عند وصف الصّوائت إلى ماتقدّم، الصِّفات : بسيط؛ مُركَّب؛ عالٍ؛ وسطي؛ منخفض؛ أمامي؛ مركزي؛ خلفي.

الصوت اللغوي والبدل الصوتي

من أكثر المصطلحات المستعملة في فهم الأصوات. وللفونيم عدة تعريفات من أهمها تعريفه بأنه مجموعة أصوات متماثلة صوتيًا في توزيع تكامليّ، أوتغيُّر حر، أمَّا البدل الصوتي فهوعضوفي الصوت اللغوي ما يتماثل صوتيًا مع سواه من ألوفونات الصوت اللغوي ذاته ويتوزَّع معها تكامليًّا، أويتغيّر معها تغيُّرًا حُرًَّا. وتنقسم الفونيمات إلى فونيمات قِطْعِيـَّة تضم: الصوامت والصوائت، وفونيمات فوق القِطْعِيـَّة وتضم: النبرات والفواصل والـنَّـغمات. وتختلف اللغات في عدد فونيماتها، وليست جميع الفونيمات موجودة في جميع اللغات، كما حتى الصوت اللغوي ذاته قد يُوجد في لغتين ولكن بمكان نطق مختلف مثل: صوت /ت/ الأسناني في العربية وصوت / t / اللثوي في الإنجليزية ومثل صوت /ر/ التكراريّ في العربية وصوت / r / الانعكاسيّ في الإنجليزية الأمريكية، وما هوالصوت اللغوي في لغة ما، قد يحدث ألوفونا في لغة أخرى، والعكس سليم.

فونيمات اللغة العربية

للغة العربية أربعة وثلاثون فونيمًا قطْعيًا واثنا عشر فونيمًا فوق البتريّ، وفيما يلي سرد للفونيمات البترِيّة:

/ت/ /ط/ /ك/ /ق/ /ء/ /ب/ /د/ /ض/ /ج/ /ف/ /ث/ /س/ /ص/ /ش/ /خ/ /ح/ /ه/ /ذ/ /ز/ /ظ/ /غ/ /ع/ /م/ /ن/ /ل/ /ر/ /و/ /ي/ الكسرة / ِ / الفتحة / َ / الضمة / ُ / الكسرة الطويلة /ي/ الفتحة الطويلة / ا / الضمة الطويلة /.و/.

تصنيف الأصوات

اتفق اللغويون على تقسيم أصوات اللغة إلى قسمين رئيسيين هما: الأصوات الصامتة، أوالصوامت، والأصوات الصائتة، أوالصوائت. ويعتمد التقسيم السَّابق على طبيعة الأصوات وخواصها، ويلاحظ فيه أوضاع الأوتار الصوتية وطريقة مرور الهواء من الحلق والفم، أوالأنف.

الأصوات ورموزها الكتابية

ينبغي حتى تمثل الرموز الكتابية النُّطق تمثيلاً دقيقًا، والمعروف حتى معظم الأبجديات قد رُوعي فيها هذا المبدأ عند وضعها، ولكن اللغة يُصيبها بمرور الزمن التغيُّر والتطوُّر، على حين تظل الأبجدية على صورتها الأولى دون تغيير ومن هنا يظهر القُصور في الأبجديات والاختلاف بين المنطوق والمكتوب وهذه معضلة تعانيها معظم النُّظم الكتابية ـ كما أشرنا ـ ولعل العربية أقلُّ اللغات قصورًا في هذا المجال. ومن أبرز أوجه القصور في الأبجدية العربية عدم وجود رموز مستقلة لرسم الصَّوائت القصار، ووجود رموز تُخط ولا تُنطق كما في عمرو. كما حتى هناك أصواتًا تُنطق ولا تُوضع لها رموز كما في طه وعبدالرَّحمن وهذا وهذه...الخ. حيث لم يُوضع رمز للصائت الطويل.

التمييز بين الصَّوت والحرف

يخلط كثير من الناس بين الصوت والحرف، وللتفريق بينهما نقول، إذا الحرف ما يخط، وهورسم تعارف الناس على كتابته باليد، ويدرك بالعين المجرَّدة ويخط على الورق بالقلم والحبر، فهوكمّ ماديّ، أوشكل هندسي يرسمه كلّ فرد تعلَّم القراءة والكتابة ويفهمه كلُّ من أوتي حظًا من ذلك ولويسيرًا، أما الصوت فهوالذي يُنطق، وهولايُدرك بالعين، وإنما يُدرك بالسمع، وهولا يُرى لأنه تموجات صوتية ترسلها عضلات الجهاز الصَّوتي.

الأبجدية الصَّوتية الدوليَّة (IPA)

ويطلق عليها أيضًا الألفباء الصوتيَّة الدولية رموز كتابية ونظام لكتابة الأصواتية، وضعته الجمعية الصَّوتية الدولية (جمعية أسَّسها عام 1886م جماعة من فهماء الأصوات الأوروبيين) عام 1889م للتعبير عن أصوات اللغات وفونيماتها، وهي أبجديَّة تستخدم الرموز اللاتينية أساسًا، كما تستعمل أيضًا لأغراض الدراسات الصوتية، ومقارنة أصوات اللغات بعضها ببعض... ألخ. وقد أدخلت على هذا النظام إضافات لاحقة، وهي اليوم النظام المعتمد للكتابة الصَّوتية بين فهماء اللغة.

جهود فهماء الأصوات العرب

يُعدّ الدرس الصوتي عند العرب، من آصل الجوانب التي تناولوا فيها دراسة اللغة، ومن أقربها إلى المنهج الفهميّ، لأن أساس هذا الدَّرس بُني على القراءات القرآنية، وقد دفعت قراءة القرآن فهماء العربية القدماء لتأمَّل أصوات اللغة وملاحظتها ملاحظة ذاتية، أنتجت في وقت مبكِّر جدًا دراسة طيبة للأصوات العربية، لا تبتعد كثيرًا عمَّا توصَّل إليه فهماء الأصوات في الغرب.

ولعل هذا الجهد الفهمي الكبير، بدأ بمحاولة أبي الأسود الدؤلي ضبط القرآن بالنُّقط عن طريق ملاحظة حركة الشفتين، وكان يقول لمن يخط له: إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف، فانقط نقطة فوقه إلى أعلاه، وإن ضممت فمي، فانقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت، فاجعل النُّقطة من تحت الحرف.

اتى بعد ذلك الخليل بن أحمد وقدَّم أوَّل تصنيف للأصوات حسب موضع النُّطق، أوحسب الأحياز والمخارج، كما نطق، وقد أدَّى به ذلك التصنيف إلى تقسيم الأصوات، إلى ما يُعهد الآن بالصوامت، والصوائت.

ثم واصل سيبويه طريق أستاذه، فقدَّم دراسة للأصوات أوفى وأكثر دقَّة، حيث اتى تصنيفه لها حسب المخارج، وحسب ما يُعهد الآن بوضع الأوتار الصوتية، ممّا سمّاه سيبويه بالجهر والهمس، ثم بحسب طريقة النطق، لنجد الأصوات الشديدة والرِّخوة وما بين الشديدة والرخوة. ويمكن القول إذا دراسة الخليل وسيبويه للأصوات، قامت على مبدأ فهمي سليم، حيث درساها دراسة وصفيَّة واقعية قائمة على الملاحظة الذاتية، وبعيدة عن الافتراض والتأويل.

إلى غير ذلك تتَّصل جهود فهماء العرب القدامى في دراسة الأصوات حتى نصل إلى ابن جنيّ، وهوأستاذ هذا الفهم دون منازع، الذي استوعب طبيعة اللغة ووظيفتها، عندما نطق: "اللغة أصوات يُعبِّر بها كلُّ قوم عن أغراضهم". وقد عُني أبوالفتح بدرس القراءات القرآنية في المحتسب، وخصَّص كتابًا كاملاً لدراسة الأصوات، هوكتاب سرّ صناعة الإعراب. وابن جني أوَّل من عرض لجهاز النُّطق فشبَّهه بالنَّاي، وبوتر العود، ليقدّم صورة عن العملية الطبيعية لإنتاج الكلام، وليوضّح تقسيم الأصوات حسب المخارج وتقسيمها إلى أصوات صامتة، وأخرى متحركة.

تلك بعض جهود فهماء العرب القدماء في مجال الدرس الصَّوتي، أمّا في العصر الحاضر، فقد انكبَّ كثير من فهماء العرب المحدثين على دراسة فهم الأصوات، وقد كانوا في ذلك ثلاثة فرق: فريق تأثر بما اتى به فهماء العرب السابقون، ولم يتجاوزه، وفريق تأثَّر بما قدَّمه فهماء الغرب في الدرس اللغوي الحديث، ولم ينتفع بتراث العرب في فهم الأصوات، وفريق ثالث، جمع بين الأمرين، أفاد من مناهج الغربيِّين الحديثة، وأخذ من الجهود التي توصَّل إليها أسلافه.

ومن الأسماء التي لمعت في ميادين الدراسة الصوتية في هذا العصر:

  • إبراهيم أنيس : الأصوات اللغوية،
  • محمود الثمنان : فهم اللغة،
  • تمام حسان : مناهج البحث في اللغة،
  • كمال محمد بشر : فهم اللغة العام القسم الثاني الأصوات،
  • أحمد مختار عمر : دراسة الصوت اللغوي،
  • علي عبد الواحد وافي: فقه اللغة؛ فهم اللغة،
  • صبحي الصالح : دراسات في فقه اللغة،
  • عبد الرحمن أيوب: أصوات اللغة،
  • محمد أحمد أبوالفرج: فقه اللغة،
  • محمد المبارك: فقه اللغة،
  • عبده الراجحي: فقه اللغة في الخط العربية؛ اللهجات العربية في القراءات القرآنية،
  • محمود حجازي: فهم اللغة العربية،
  • الطيب البكوش: التصريف العربيّ من خلال فهم الأصوات الحديث،
  • عبد الرحمن الحاج صالح: مدخل إلى فهم اللـِّسان الحديث،
  • رمضان عبد التواب: فصول في فقه العربية،
  • داود عبده: دراسات في فهم أصوات العربية،
  • إبراهيم السامرائي: دراسات في اللغة؛ فقه اللغة المقارن،
  • عبد الصبور شاهين: المنهج الصَّوتي للبنية العربية،
  • صالح القرمادي: دروس في فهم أصوات العربية (مترجم)،
  • فاطمة محمد محجوب: دراسات في فهم اللغة،
  • يوسف الخليفة أبوبكر: أصوات قرآن.

انظر ايضا

  • List of phonetics topics
  • International Phonetic Alphabet
  • Speech processing
  • Acoustics
  • Biometric word list
  • Phonetics departments at universities
  • X-SAMPA
  • NATO Phonetic Alphabet
  • Buckeye Corpus

ملاحظات

المصادر

الموسوعة المعهدية الكاملة O'Grady, William; et al. (2005). Contemporary Linguistics: An Introduction (5th ed.). Bedford/St. Martin's. ISBN . Explicit use of et al. in: |first= (help)

وصلات خارجية

  • the Web Site of the Phonetic Sciences Laboratory of the Université de Montréal.
  • The International Society of Phonetic Sciences (ISPhS)
  • A little encyclopedia of phonetics, Peter Roach, Professor of Phonetics, University of Reading, UK. (pdf)
  • The sounds and sound patterns of language U Penn
  • UCLA lab data
  • UCLA Phonetics Lab Archive
  • EGG and Voice Quality (electroglottography, phonation, etc.)
  • IPA handbook
  • IPA-SAM Phonetic Fonts
  • Speech Analysis Tutorial
  • Lecture materials in German on phonetics & phonology, university of Erfurt
  • Real-time MRI video of the articulation of speech sounds, from the USC Speech Articulation and kNowledge (SPAN) Group
  • Beginner's course in phonetics, with some exercises
  • Praat - Phonetic analysis software
  • SID- Speech Internet Dictionary
  • Extensive collection of phonetics resources on the Web (University of North Carolina)

قراءات اخرى

  • Abercrombie, D. (1967). Elements of General Phonetics. Edinburgh University Press: Edinburgh.
  • Ashby, Michael & Maidment, John. (2005). Introducing Phonetic Science. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0-521-80882-0 (hbk); ISBN 0-521-00496-9 (pbk).
  • Catford, J. C. (1977). Fundamental problems in phonetics. Bloomington, IN: Indiana University Press. ISBN 0-253-32520-X.
  • Clark, John; & Yallop, Colin. (1995). An introduction to phonetics and phonology (2nd ed.). Oxford: Blackwell. ISBN 0-631-19452-5.
  • Gussenhoven, C & Broeders, A. (1997). English pronunciation for student teachers. Wolters-Noordhoff BV Groningen, the Netherlands. ISBN 90 01 16703 9
  • Hardcastle, William J.; & Laver, John (Eds.). (1997). The handbook of phonetic sciences. Oxford: Blackwell Publishers. ISBN 0-631-18848-7.
  • Ladefoged, Peter. (1982). A course in phonetics (2nd ed.). London: Harcourt Brace Jovanovich.
  • Ladefoged, Peter. (2003). Phonetic data analysis: An introduction to fieldwork and instrumental techniques. Malden, MA: Blackwell Publishing. ISBN 0-631-23269-9 (hbk); ISBN 0-631-23270-2 (pbk).
  • نطقب:SOWL
  • Maddieson, Ian. (1984). Patterns of sounds. Cambridge studies in speech science and communication. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Laver, J. (1994).Principles of Phonetics. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Pike, Kenneth L. (1943). Phonetics: A critical analysis of phonetic theory and a technic for the practical description of sounds. Ann Arbor: University of Michigan Press.
  • Pisoni, David B.; & Remez, Robert E. (Eds.). (2004). The handbook of speech perception. Oxford: Blackwell. ISBN 0-631-22927-2.
  • Rogers, Henry. (2000). The Sounds of Language: An Introduction to Phonetics. Harlow, Essex: Pearson. ISBN 0-582-38182-7.
  • Stevens, Kenneth N. (1998). Acoustic phonetics. Current studies in linguistics (No. 30). Cambridge, MA: MIT Press. ISBN 0-262-19404-X.
  • أبوالحسين النوري

  • أحمد بن عاصم الأنطاكي

  • الحارث المحاسبي

  • سري السقطي

  • الجنيد البغدادي

  • ذوالنون المصري

  • بشر الحافي

  • الحسين بن منصور الحلاج

  • سهل التستري

  • أبوسعيد الخراز

  • إبراهيم الخواص

  • حاتم الأصم

  • أبوسليمان الداراني

  • أحمد بن أبي الحواري

  • أحمد بن خضرويه

  • يحيى بن معاذ الرازي

  • أبوحفص النيسابوري

  • حمدون القصار

  • منصور بن عمار

  • أبوتراب النخشبي

  • أبوعثمان الحيري

  • أبوعبد الله بن الجلاء

  • رويم بن أحمد

  • يوسف بن الحسين الرازي

  • سمنون بن حمزة

  • أبوبكر الوراق

  • ابن مسروق

  • عبد الله الشعاب

  • أبوعبد الله المغربي

  • محمد بن حامد الترمذي

  • أبوحمزة البغدادي البزاز

  • أبوحمزة الخراساني

  • ممشاذ الدينوري

  • مؤمنة بنت بهلول

  • فاطمة النيسابورية

1- حتى الكتاب والسنة عربيان:

فالقرآن الكريم إنما هبط بلغة العرب، نطق تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا [يوسف: 2] .

والرسول - صلى الله عليه وسلم - من العرب، وهوذولسان عربي فصيح.

نطق الشافعي: «ومن جماع فهم كتاب الله: الفهم بأن جميع كتاب الله إنما هبط بلسان العرب» (1) .

ونطق أيضًا: «وبلسانها هبط الكتاب واتىت السنة» (2) .

2- حتى معاني كتاب الله موافقة لمعاني كلام العرب، وظاهر كتاب الله ملائم لظاهر كلام العرب.

ففي القرآن من الإيجاز والاختصار، والعام والخاص كما في كلام العرب (3) .

3- إذا عُلم ذلك فإن فهم مراد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - متوقف على فهم لغة العرب وفهم علومها؛ عملى جميع مسلم حتى يتفهم من هذه اللغة ما يقيم به دينه.

نطق الشافعي: «لأنه لا يفهم من إيضاح جمل فهم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب وكثرة وجوهه وجماع معانيه وتفرقها.

ومن فهمه انتفت عنه الشبه التي دخلت على من جهل لسانها» (4) .

وهنا فرصة لأن نتحدث عن أهمية اللغة العربية، فاللغة العربية في خطر شديد، والاهتمام باللغة العربية أمر واجب مقدس؛ لأنه لا إسلام بدون اللغة العربية، ولا عربية بلا إسلام.

ويشير شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أهمية اللغة العربية وأثرها التربوي. حيث يقول: "وافهم حتى اعتبار اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين، تأثيراً قوياً بيناً، ويؤثر أيضاً في مماثلة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد في العقل والدين والخُلُق" 3.

وهذا يؤكد أهمية تفهم اللغة العربية والعناية بها وبآدابها لما ينعكس على صاحبها من فصاحة اللسان، وبلاغة البيان وحسن وهجريب الكلام، فضلاً عن فهم الدين وجمال الخلق.

وقد تتلمذ الأئمة السابقون على فقهاء اللغة في عصرهم، وأولوها اهتماماً كبيراً لا يقل عن اهتمامهم بالعلوم الشرعية، فهي آلة ووسيلة لفهمها، فيروى عن الشافعي أنه نطق: "أقمت في بطون العرب عشرين سنة، آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن فما فهمت أنه مَرّ بي حرفٌ إلا وقد

__________

1 ابن الجوزي، تاريخ عمر بن الخطاب، ص (225) .

2 المرجع السابق، ص (222) .

3 ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم، ص (204) .

وأنها الأداة التي تفهم بها

دلائل الكتاب والسنة، وقد قصر المبتدعة في ذلك وأهملوا لغة القرآن، وغلبت

عليهم العجمة، فتأولوا القرآن على غير تأويله.

أصول الدعوة وطرقه2، جامعة المدينة، باب التعريف باللغة العربية، جزء 1، صفحة 119.

نشأة علوم اللّغة العربية:

اشتهر العرب من بين الأمم بالفصاحة والبلاغة، وحُسن التعبير، وجمال التصوير. يجري كلامُهم على الطّبع ليس فيه تكلّف ولا زُخرف. يعبِّر أصدق تعبير عن البيئة الصحراوية، بما تحمل من خُلُق الشهامة والمروءة والنجدة. أمّة تتيه فخراً بفرسانها وشعرائها، وتدفع للصدارة حكماءها وخطباءها. وكانت اللغة العربية خالية من التنقيط والتشكيل، إذ إذا العربي كان ينطق بالفطرة، ويراعي القواعد بالسليقة، ليست فيه حدثة نابية أوتعبير جافية. فأسلوبهم قويّ اللفظ، متين الهجريب، يتّسم بنصاعة البيان، وطلاقة البديهة، ووضوح التعبير، وجلاء الفكرة. ولا يتعثّر لهم لسان، ولا يسقط من كلامهم حرف، ولا تشذّ عن النطق السليم حدثة، ولا تغيب عنهم قاعدة من قواعد الإعراب لحظة؛ فهم يراعونها بالفطرة، ويلتزمون مخارج الحروف

أن العناية باللغة العربية عناية بالشريعة الإسلامية.

ـ تميز اللغة العربية بخصائص انفردت بها عن غيرها من لغات الدنيا، فهي لغة القرآن الكريم، واتصفت بالاعتدال في عدد حروف حدثاتها، واتساع معجمها اللفظي، وجمال ألفاظها وحسن عباراتها.

ـ تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ اللغة العربية.

ـ اشتملت التراكيب اللفظية للغة العربية بخصائص فنية وذوقية لا توجد في غيرها.

ـ اهتم سلف الأمة من الفهماء والخلفاء بدراسة اللغة العربية وآدابها، واتخذوا لأبنائهم المؤدبين.

ـ اهتم الخلفاء والأمراء والأعيان من سلف هذه الأمة بتعليم أبنائهم علوم اللغة العربية.

ـ علومنزلة المؤدبين الذين لهم عناية بعلوم اللغة العربية.

ـ للغة العربية آثار تربوية على الذوق اللفظي للمهتمين بها، بما ينعكس على تفعيل العواطف والعقول والسلوك من خلال الحدثة العذبة الرصينة.

ـ توسع اللغة العربية الجانب الفكري عند المهتمين بها، من خلال توسعة الخيال وخصوبته وتقوية البصيرة.

ـ أسهمت اللغة العربية في تسهيل الفهم ونقله وحفظه، من خلال نظم الفهم في قصائد شعرية، يتناقلها الطلاب والفهماء، إضافة إلى إسهامها في نقل وتشجيع العلوم والمعارف، بما نظم فيها من قصائد المديح.

إن إبعاد المسلمين عن دينهم وغزوهم ثقافيا، يتخذ وسائل، منها إضعاف العلوم الدينية الإسلامية، وإسقاطها من مكانتها في نفوس المسلمين، وكذلك علوم اللغة العربية، فهذه العلوم مصدر الثقافة الإسلامية والعربية كلها.

يقول الدكتور طه حسين: «وما كاد العرب بعد الفتوح يدخلون في بلاد فارس ويستقرون فيها حتى تفهم الفرس هذه اللغة الجديدة، وغلبت على ألسنة كثير منهم وأقلامهم، وما أكثر الفرس الذين شاركوا في إنشاء علوم اللغة العربية وتدوينها، وما أكثر الفرس الذين استأثروا ببعض هذه العلوم حتى أصبحوا كأنهم أصحابها، وكلنا يفهم أيضا استئثار الفرس بتدوين علوم البلاغة العربية».

ويضيف الدكتور طه: «ومع حتى الفرس قد أحبوا لغتهم الفارسية ونظموا فيها الشعر منذ أواسط القرن الرابع للهجرة فقد ظلت اللغة العربية لغة الفهم والفلسفة عندهم إلى أواخر القرون الوسطى (!!) وانظر إلى خط ابن سينا والتفتازاني والسيد الجرجاني والطوسي وغيرهم. وكل هذا بفضل القرآن الكريم، فبفضله انتشر الإسلام» (1).

ثانيا: اهتمام أهل تلك البلاد بتفهم اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم، والوسيلة الأهم لفهمه وفهم السنة المطهرة، وقد نبغ من هؤلاء الأعاجم فهماء في جميع الفنون من تفسير وفقه وحديث، بل عثر من الفهماء المسلمين غير العرب من فاق العرب في علوم اللغة العربية ذاتها، ومن أشهرهم سيبويه ت 180هـ، الفارسي الأصل.

نشأة علوم اللغة العربية.

العلوم الشرعيّة: كانت الغلبة في ميادين العلوم في العهد الزنكي للعلوم الشرعيّة من قراءات وتفسير وحديث وفقه وأصوله ثم علوم اللغة العربية وآدابه من المعلوم حتى الحياة الفهمية الإسلامية العربية نشأت وتطورت في ظل القرآن الكريم الذي رأى فيه المسلمون الكتاب الذي يتعبد به وينظم شؤون حياتهم بحيث تستقيم مع ما اتى فيه. ومن هذه الحقيقة الكبرى للمسلمين كانت حركتهم نحوالفهم في سبيل فهم النص الكريم والوصول إلى ما يحويه من أحكام يقول الثعالبي"إن من أحب الله أحب رسوله... ومن أحب النبي العربي أحب العرب ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها هبط أفضل الخط على أفضل العجم والعرب ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همه إليها... والعربية خير اللغات والألسنة والإقبال على تفهمها من الديانة إذ هي أداة الفهم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والميعاد ثم هي لإحراز الفضائل واحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب كالينبوع للماء والزند للنار ولولم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على معانيها ومصارفها والتبحر في جلائلها ودقائقها إلا قوة اليقين في فهم إعجاز القرآن وزيادة..." فهذا الارتباط بين الحياة الدنيوية والحياة الدينية هوالذي يوضح لنا نشأة الحياة الفهمية للغة العربية وتطورها. العامل الديني: لقد بدأ المسلمون بما هوعملي قبل الوصول إلى "منهج نظري" فكانت قراءة القرآن عن طريق التلقي اسبق من وضع خط تحدد منهج القراءات وكان التفسير بالأثر أسبق من غيره وكان الفقه أسبق من الأصول ومن هذا التطور العام نستطيع تصور تطور الدراسة اللغوية عند العرب فتراها تبدأ بما هوعملي من حيث جمع الألفاظ وضبطها ثم ّدراسة التراكيب اللغوية قبل الوصول إلى وضع منهج في دراسة اللغة مثلما أصبح الأمر عليه في القرن الرابع. اللحن: إلى جانب العامل الديني عثر اللحن الذي انتشر نتيجة لطبيعة اللغة العربية نفسها فهي لغة معربة مما يجعل اللحن يسرع إليها. ثمّ نتيجة الاختلاط الذي حصل بين العرب والأعاجم بعد الفتوح انتنطق العرب إلى البلاد المفتوحة واتخذوها مستقرا لهم وملكهم للكثير من العبيد. كما قدم المسلمون الجدد إلى الحجاز للحج وقضاء شؤونهم في المدينة عاصمة الخلافة فتأقلموا معهم وبدأ اللحن يظهر مبكرا بل حتى جذوره تمتد إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد روي حتى رجلا لحن بحضرة الرسول فنطق صلى الله عليه وسلم "أرشدوا أخاكم" وروي حتى محررا لأبي موسى الأشعري خط إلى عمر بن الخطاب " من أبا موسى" فخط عمر لأبي موسى" عزمت عليك لمّا ضربت محررك سوطا" وروي عن أب كان يضرب أبنائه على اللحن وما حتى اتى العصر العباسي حتى وصل اللحن إلى البادية نطق الجاحظ: "أول لحن سمع بالبادية هذه عصاتي عوض عصاي وهذا ما نادى فهماء اللغة إلى جمعها لحفظها وفهم النص القرآني الكريم" العامل الحضاري: نشأت العلوم العربية كلها في العهد الأموي والعباسي الأول وقد رأينا حتى بعضها يؤثر في بعض إذ كانت ذات اتصال يبعضها ولم يقع فصلها إلا في العصور اللاحقة ولما تحضر العرب ووجدت عندهم العلوم انغرست في نفوسهم حب الفهم فهجروا حقولا أخرى ذات علاقة بالحياة الفهمية والفكرية كالطب والفلسفة والكيمياء والفلك...وهذه العلوم أثرت في تطور مناهج العلوم الأخرى كاللغة والنحووالصرف. ما روي من اللغة: كان العرب يسكنون الجزيرة العربية وجنوبي العراق وقسما من سورية وفلسطين وهذه أراض شاسعة تتفرق فيها القبائل وكانت لغة القبائل تختلف وهذا الاختلاف قد يحدث في الحدثات فالبعض من القبائل تستعمل حدثة " بُرْ " وأخرى قمح وقد يحدث الاختلاف في الحركات فبعض القبائل كانت تفتح حرف مضارعة فتقول " نِستعين " وبعض القبائل الأخرى تكسرها مثل قبيلة أسد فتقول " نِستعين " ومن نتائج هذا الاختلاف اختلاف القراءات. كما كانت توجد لهجات مختلفة إلى جانب هذا الاختلاف. مصادر جمع اللغة: تحرى فهماء اللغة الأوائل في جمعها جميع التحري فلم يأخذوها عن جميع العرب حيثما وجدوا بل جعلوا لذلك مقياسا طبقوه بكل حزم وهوالرواية عن القبائل التي بعدت إقامتها عن الأعاجم فلم يخالط لغتها دخيل نطق الفارابي: " إذا الذين عنهم نقلت اللغة العربية... قيس وتميم وأسد وهذيل وبعض كنانة ولم يأخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم " ونطق أبوعمر بن علاء: " أفصح العرب عُليا هوازن وسفلى تميم" وجميع هذه القبائل تسكن الصحراء بعيدا عن اختلاط الأعاجم. وبعض القبائل الأخرى لم يأخذ عنهم شيئا مثل لخم وجذام وقضاعة وغسان وتغلب لقربها من الفرس والروم وكذلك سكان اليمامة وأهل الطائف لمخالطتهم تجار اليمن. وكان الفهماء يخرجون إلى البادية ويقضون مدة قد تطول إلى أعوام يعيشون مع الأعراب يسمعون منهم ويدونون واستمر ذلك الأمر حتى العصر الأموي إلى العصر العباسي الأول كما كانوا يجمعون إلى جانب اللغة الشعر الجاهلي والإسلامي الموثوق من صحته وكان ذلك كمصدر من مصادر اللغة في مرحلتها الأولى. طريقة جمع اللغة ومراحلها: وقد مرت بثلاث مراحل 1- جمع الحدثات دون ترتيب: بدأ جمع حدثات اللغة دون نظام معين ذلك حتى الباحث كان يرحل إلى البادية فيجمع حدثات اللغة المتنوعة ويسجلها دون ترتيب. وقد كان أسلوب عالم اللغة كأسلوب عالم الحديث بل نفس المنهج ذلك حتى المحدث يقوم بجمع الأحاديث المتنوعة الأبواب ويسجلها دون ترتيب بداية. كما يتفق اللغوي مع المحدث كذلك في ذكر السند. وتجدر الإشارة إلى حتى اللغويين رتبوا ما ورد في اللغة ترتيب الحديث فنطقوا فصيح وأفصح وجيد وأجود وضعيف ومنكر ومتروك. كما نطقوا حتى اللغة التي وردت في القرآن أفصح مما اتى في غيره. كما عدلوا الرواة وجرحوهم كما عمل فهماء الحديث فعدلوا الخليل وجرحوا قطرجا لكذبه. 2- جمع الحدثات التي لها نفس الموضوع: أي جمع الحدثات المتعلقة بموضوع واحد في موضع واحد كالمحدث يجمع الأحاديث على حسب الأبواب مثلا يجمع أحاديث الصلاة ويسميها كتاب الصلاة. سبب ذلك أنهم رأوا حدثات متضاربة المعنى فأرادوا تحديد معانيها وهوما جعلهم يجمعونها في موضع واحد كقولهم " القد طولا والقط عرضا" أورأوا حدثة واحدة وضعت لمعان مختلفة كقول الأصمعي: " العين مطر أيام لا تقلع. والعين عين الميزان. والعين عين النفس. وينظر إليه فيصيبه بعين" كما ألفت عدة خط تناول جميع كتاب منها موضوعا واحدا مثلما عمله أبوزيد الأنصاري الذي ألف كتابا في المطر وأخر في اللبن. 3- وضع المعاجم اللغوية لكل الحدثات:

لقد سقطت هذه الفترة حتى يتسنى للدارسين ومن يهمه الأمر الرجوع إليها والبحث عن الحدثات. وهذه الفترة ليست مستقلة عن بعضها وإنما هي متداخلة. كما وجدت دراسات أخرى مختلفة تدور حول القرآن الكريم والسنة النبوية الفت فيها الخط والرسائل مثل غريب القرآن وغريب الحديث معاجم الفقه والمعرب ولحن العامة وخط الهمزة وخط للحيوان وخط النوادر وخط البلدان وخط الأبنية إلا حتى أغلب هذه الدراسات قد وجدت بعد نشأة الدراسات اللغوية وظهور أول معجم متكامل وهوكتاب العين وقليل منها عثر قسبله.

  1. ^ كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، جزء 1، صفحة 370.
  2. ^ كتاب تفسير القرآن الكريم - المقدم، جزء 130، صفحة 5.
  3. ^ مجلة البيان، جزء 97، صفحة 8.
  4. ^ أصول الدعوة وطرقه2، جامعة المدينة، جزء 1، صفحة 119.
  5. ^ أصول الدعوة وطرقه2، جامعة المدينة، باب التعريف باللغة العربية، جزء 1، صفحة 119.
  6. ^ كتاب الآثار التربوية في دراسة اللغة العربية، جزء 1، صفحة 512.
  7. ^ كتاب، جزء 1، صفحة 72.
  8. ^ كتاب مدخل إلى علوم القرآن وتفسيره، جزء 1، صفحة 28.
  9. ^ كتاب المخطة الإسلامية، جزء 1، صفحة 29.
  10. ^ كتاب البديهيات في القرآن الكريم، جزء 1، صفحة 17.
  11. ^ خط عصر الدولة الزنكية، جزء 1، صفحة 336.
تاريخ النشر: 2020-06-04 21:32:47
التصنيفات: CS1 errors: explicit use of et al., Phonetics, Greek loanwords

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

"الإنتربول" يرفض طلبا أوكرانيا باستبعاد روسيا من المنظمة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:20:58
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

ضمن حياة كريمة.. جامعة الوادى الجديد تنظم قافلة طبية لأهالى الداخلة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:20:51
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

هذا الموعد الفلكي لرمضان وعيد الفطر.. مرصد سعودي يكشف

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:16:42
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 85%

فيديو يكشف لحظة اندلاع حريق محطة زابوريجيا النووية بأوكرانيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:20:42
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

المغرب والإمارات يبحثان تعزيز العلاقات البرلمانية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:20:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

مندوب روسي: الغرب يستغل الأمم المتحدة لإزاحة روسيا من الساحة الدولية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:20:58
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

علي الأصل دور .. "الله حي عباس جاي" ومن مقصود بها ؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:21:04
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

اطلع على نص المقابلة الكاملة لولي العهد السعودي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:16:42
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 85%

محمد بن سلمان لبوتين: مستعدون للوساطة بحل أزمة أوكرانيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:16:43
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

«أسوشيتد برس»: رصد مستويات من الإشعاع بمحيط محطة زابوريجيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:20:45
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

هانى شاكر يتألق فى افتتاح مهرجان دندرة (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:20:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

حريق بمحطة زابوريجيا النووية وسط أوكرانيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:20:46
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية