الخبير
نطق الله تعالى :{ وهوالقاهر فوق عباده وهوالحكيم الخبير (سورة الأنعام : 18)
- فهوالعليم المحيط فهمه بكل شيء : بالواجبات، والممتنعات، فيفهم تعالى نفسه الكريمة ، ونعوته المقدسة ، وأوصافه العظيمة، وهي الواجبات التي لا يمكن إلا وجودها، ويفهم الممتنعات حال امتناعها ، ويفهم ما يترتب على وجودها لووجدت. كما نطق تعالى: { لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا (سورة الأنبياء : 22) ونطق تعالى :{ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لمضى جميع إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض (سورة المؤمنون : 91) فهذا وشبهه من ذكر فهمه بالممتنعات التي يفهمها وإخباره بما ينشأ عنها لوجدت على وجه الفرض والتقدير ويفهم تعالى الممكنات ، وهي التي يجوز وجودها وعدمها ما عثر منها وما لم يوجد مما لم تقتض الحكمة إيجاده ، فهوالعليم الذي أحاط فهمه بالعالم العلوي والسفلي لا يخلوعن فهمه مكان ولا زمان ويفهم الغيب والشهادة ، والظواهر والبواطن ، والجلي والخفي، نطق الله تعالى : { إذا الله بكل شيء عليم ؛ والنصوص في ذكر إحاطة فهم الله وتفصيل دقائق معلوماته كثيرة جداً لا يمكن حصرها وإحصاؤها وأنه لا يعزب عنه مثنطق ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، وأنه لا يغفل ولا ينسى، وأن علوم الخلائق على سعتها وتنوعها إذا نسبت إلى فهم الله اضمحلت وتلاشت،كما حتى قدرتهم إذا نسبت إلى قدرة الله لم يكن لها نسبة إليها بوجه من الوجوه ، فهوالذي فهمهم ما لمقد يكونوا يفهمون ،وأقدرهم على ما لمقد يكونوا عليه قادرين . وكما حتى فهمه محيط بجميع العالم العلوي والسفلي ، وما فيه من المخلوقات ذواتها ، وأوصافها، وأفعالها، وجميع أمورها، فهويفهم ما كان وماقد يكون في المستقبلات التي لا نهاية لها، وما لم يكن لوكان كيف من الممكن أن كانقد يكون، ويفهم أحوال المكلفين منذ أنشأهم وبعد ما يميتهم وبعد ما يحييهم، قد أحاط فهمه بأعمالهم كلها خيرها وشرها وجزاء تلك الأعمال وتفاصيل ذلك في دار القرار .
والخلاصة : أنَّ الله تعالى هوالذي أحاط فهمه بالظواهر والبواطن ، والإسرار والإعلان، وبالواجبات، والمحالات، والممكنات، وبالعالم العلوي، والسفلي، وبالماضي، والحاضر، والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأمور .