حصار الزبارة (1793)
جمع الشيخ نصر قوة كبيرة قوامها ألفا مقاتل وقيل 4000 مقاتل بقيادة محمد بن أخ الشيخ نصر وحاصرت هذه القوة الغازية الزبارة، ورغم حتى الشيخ نصر اعتبر هذه القوة كافية لغزوالزبارة إلا أنه أراد تقويض قوة العتوب بمجرد محاصرته لمينائهم وقام لذلك بدوريات يقوم بها أسطوله بين البحرين والزبارة باستمرار ودام الحصار للزبارة نحوشهر وقد توسط ميرغني من بندر ريج بين الشيخ نصر وآل خليفة حقناً للدماء ولكن الشيخ نصر قدم شروطاً قاسية للصلح فلم تنجح الوساطة فحل محله الشيخ راشد بن الشيخ رحمة القاسمي شيخ Julphar رأس الخيمة وحاول تسوية النزاع بين الطرفين بصورة سليمة ولكن محاولاته باءت بالفشل وكان الشيخ عبد الله بن خليفة بن محمد آل خليفة يمثل الزبارة في المفاوضات وقد وافق على شروط الصلح إلا حتى الشيخ نصر آل مذكورة ومن يمثله رفضوا تلك الشروط وطلب استسلام أهل الزبارة
بدون قيد أوشرط واشترط له الحق في التحكم برقاب أهلها فلما لم تجد المفاوضات نفعاً مع الشيخ نصر طلب الشيخ عبد الله بن خليفة منه حتى ينزل قواته واخبره بأن حصاره للزبارة غير مجد مادامت القوافل وهي تحمل الغذاء تأتي باستمرار من الصحراء، كما أنه استنفر خصمه بقوله أنه من العار عليه وهويمثل دولة العجم حتى يبقى محاصراً للزبارة دون حتى ينزل للحرب فأجابه شيخ آل مذكور أنه يخشى حتى يهرب أهل الزبارة عندما تنزل قواته ولكن الشيخ عبد الله بن خليفة وعده بالصمود والحرب حتى النصر أوالشهادة فانزل الشيخ نصر قواته بين الزبارة وفريحة في وقت صلاة الجمعة وقد اتخذ هذا الوقت لانشغال الناس بأداء الصلاة فيفاجئهم وهم بالمساجد دون حتى يفهم حتى اجتماعهم هذا أدى لقوتهم كما حتى المصلين في فريحة توجهوا بسيوفهم لنجدة إخوانهم في الزبارة وحدثت المعركة في يوم الجمعة من أيام شهر ذي الحجة 1196هـ.
هكذا فوجئت القوات الغازية بهجوم مضاد قوي ضدها فور نزولها وبعد قتال عنيف اجبر الغزاة على الفرار إلى قواربهم وقتل الشيخ محمد ابن أخ الشيخ نصر كما اغتال ابن أخ الشيخ راشد وبعض الرجال البارزين م جماعة شيخ هرمز فحمل ذلك الفوز من معنويات آل خليفة ومن معهم من القبائل الذين اتجهوا لفتح البحرين . وكان آل خليفة في موقف قوي:
1- لتأييد آل بنعلي لهم.
2- لمسقطهم العسكري المحصن والمحكم حيث توجد القلعة والأسوار ذات الجدران المتينة والعالية حول المدينة ، وورائها قلعة ذات تحصينات متينة.
3-ومما زاد في معنويات جند آل خليفة طلب الشيخ نصر منهم الاستسلام وإلا يقتلهم جميعا حتى نساءهم وأطفالهم وخدمهم وهذا مما أثار حفيظة القبائل العربية فانضمت لآل خليفة الذين وضعوا النساء والأطفال في القلعة وعينوا عليهم كبار السن من رجالهم ليحرسوا حتى إذا ما انهزم آل خليفة في المعركة يقتلونهم لكيلا يقعوا في أيدي الأعداء. لذلك قاتل آل خليفة ومن والاهم بكل شجاعة وقساوة مستخدمين السيوف والرماح بدون رحمة وهم على تلال الرمال التي عهدوا مسالكها خارج أسوار الزبارة فأدت تلك الملحمة إلى هزيمة جيش نصر تاركين قتلاهم وراءهم هاربين إلى بقية سفنهم ومنهم نصر آل مذكور الذي ولى بوشهر حيث كان قد هجر ابنه في البحرين.
أسباب فشل حصار الزبارة
1- العتوب يحاربون في أرضهم فيستطيعون التحرك إلى الداخل بيسر وسهولة بينما العدوفي البحر.
2- وجود قلعة ((مرير)) والتحصينات الأخرى.
3 تسرب أسرار الحرب إذ حتى أنباء وصول حملة آل مذكور قد وصلت لآل خليفة قبل وصول الحملة نفسها فتحصنوا في معاقلهم واتخذوا الاستعدادات اللازمة من سلاح وعتاد وطعام وماء.
4- سهولة تموين جيش العتوب لأنهم في بلادهم وهي الزبارة سواء من الماء والزاد ، بينما تبعد مراكز تموين أعدائهم في بوشهر مئات الأميال أوفي البحرين عشرات الأميال.
5- استماتة آل خليفة قلة من رجالهم وهم الشيوخ المتقدمون السن عند نسائهم وأطفالهم أوصوهم إما النصر اوحتى يقتلوا النساء والأطفال جميعاً ولا يدعوهم يقعون أسرى ويسبون من قبل أعدائهم ، خاصة وأن الأعداء طلبوا الاستسلام وسبي نسائهم وأطفالهم وخدمهم جميعاً وإلا وضعوا السيوف في رقابهم حتى يفنوهم عن آخرهم فعظمت المحنة لديهم واستكبروا هذه الشروط فهان عليهم الموت في حفظ عرضهم ونسائهم وأطفالهم ، فأما حياة كريمة أوالردى.
6- لقد نزلت قوات الشيخ نصر عند اكتمال أعطى البحر حتى إذا ما اكتمل نزول هذه القوات بدأت المعركة، ولما انهزم جنده واتجهوا صوب سفنهم فوجدوا أكثرها قد جزر عنها الماء ولم يستطيعوا الإبحار فيها حتى إذا هناك جزيرة صغيرة قرب الزبارة تسمى ((مجيتيله)) وقد سميت كذلك لتجمع بعض الرجال وقد استعر القتل فيهم بهذه الجزيرة فغلب عليها هذا الاسم ، وهرب من هرب منهم إلى السفن التي كانت في عرض البحر.
7-. مقتل قائد الحملة محمد ابن أخي الشيخ نصر آل مذكور ، وكذلك مقتل ابن أخي الشيخ راشد بن مطر القاسمي شيخ رأس الخيمة ، وسواهما من وجهاء هرمز الذين صحبوا الحملة مما أوهن الأفراد المقاتلين في المعركة ، ومن المشهور حتى الشيخ نصر اشهجر في المعركة وسقط سيفه في يد سلامة آل بنعلي وهرب الشيخ نصر إلى بوشهر تاركاً البحرين ليس فيها قوة تحميه.
8- تعرضت قوات الشيخ نصر المهاجمة لهجومين، الهجوم المضاد من الزبارة، وهجوم من الخلف شنه أهل فريحة عليهم وأسقطوهم بين نارين فاضطربت صفوفهم وأسقطوا بهم خسائر مما أدى إلى تقهقرهم فانسحابهم مدحورين تاركين قتلاهم.
10- هرب الشيخ نصر آل مذكور إلى بوشهر تاركاً حتى سيفه خسره في المعركة فآل إلى سلامه بن سيف آل بنعلي ثم آل السيف إلى الشيخ سلطان بن سلامة ثم إلى مريم بنت سيف بن سلطان، واستطرد راشد بن فاضل آل بنعلي بقوله: ثم وهبتني إياه وأهديته هذه الأبيات من الشعر إلى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود فقلت: