حارة اليهود، مصر
حارة اليهود، هي مناطق حي الجمالية، محافظة القاهرة، مصر. كانت الحارة تضم معظم اليهود المقيمين بالقاهرة، وأعداد من المسيحيين والمسلمين. وكانت تضم 13 كنيس يهودي، لم يتبق منها سوى ثلاثة.
التاريخ
حارة اليهود، والتي تُعهد باسمِ گيتو(Ghetto)، تمثِّل مكان تجمع لمعتنقي الديانة اليهودية في مدينة أوبلد ما، وظهرت أول حارة لليهود في روما عام 1556.
أما فى مصر فلم تكن حارة اليهود مكانا إجباريا ملزما لسكن اليهود في أي زمان من التاريخ الحديث لمصر؛ إلا أنها على الرغم من ذلك حوت عددا من اليهود على مر العصور، بالإضافة إلى ضمها أكثر من معبد يهودي بداخلها. ولم تكن حارة اليهود حارة بالمعنى الحرفي، فهي حي تام فيه شوارع وحارات كثيرة متصلة ببعضها، وتقع في وسط القاهرة بين القاهرة الإسلامية والخديوية.
سكن الحارة أعداد كبيرة من المسلمين والأقباط، وكان سكانها من اليهود مرتبطين بأمرين: أولهما الدخل المحدود، والثاني القرب من مصادر الرزق بالنسبة للحرفيين في الصاغة وغيرها.أما من تحسنت أحوالهم المادية فكانوا يهجرون الحارة إلى عابدين أوباب اللوق أوباب الشعرية. ومن يغتنون أكثر ينتقلون إلى العباسية أومصر الجديدة.أما التجار من يهود الحارة فقد هجرز نشاطهم في الأقمشة والورق والأدوات الكهربائية. وكانت بعض اليهوديات يصنعن الحلوى والمربى ويقطرن الزهر، كما عملن في الحياكة.
وفي يوم السبت كان اليهود القراءون (الذين لا يؤمنون إلا بتعاليم التوراة فقط) لا يغادرون منازلهم ولا يوقدون نارا أونورا مكتفين بالوجبات الباردة فقط. الحارة كانت تضم أحد عشر معبدا لم يتبق منها سوى ثلاثة فقط، وملجأ للمسنين (راز راحمين إسحق ليشع) الخيري.ومن المعابد الثلاثة معبد "ابن ميمون" أو"راب موشي" باللغة العبرية علي مساحة 600 متر مربع، والذي بني بعد وفاة ابن ميمون الفيلسوف والطبيب اليهودي الشهير عام 1204، والذي كان أحد المقربين من السلطان الظافر صلاح الدين الأيوبي.والمعبد الثاني بالحارة هومعبد "أبي حايم كابوسي" بدرب نصير. أما المعبد الثالث فهومعبد "بار يوحاي" بشارع الصنطقبة.
ومن العلامات المميزة لحارة اليهود " الأوديش " أومجمع إيواء فقراء اليهود، وهناك أكثر منعشرة أوديشات بعضها يسكنها الأهالي والبعض الآخر تحول لورش خراطة، والأوديش تعبير عن مكان واسع مربع الشكل يتكون من طابقين بكل طابق مجموعة صغيرة من الغرف الضيقة التى أصبح يملكها مسلمون ومسيحيون حالياً باستثناء أربعة غرف مازالت الجالية اليهودية تدفع إيجارها.
العصر الحديث
لم يعد هناك شيء يشير على حارة اليهود التي تتوسط القاهرة الفاطمية الآن سوى "نجمة داود السداسية" المشغولة بالحديد على أبواب بعض المنازل القديمة المتبقية التي رحل عنها أصحابها ما بين عامي 1948 إلى 1967؛ حيث كان الحرفيون من يهود الحارة يعملون في صناعة المضى والفضة وصناعة الأحذية ومواقد الجاز وإصلاحها وترميم الأثاث. لكن الحارة صمدت باسمها، فلم يتغير فسكانها ليسوا هم سكانها السابقون، وحاراتها الفرعية، ليست هي نفسها التي كان يسكنها اليهود، وأصبحوا حاليا من المسلمين والمسيحيين.
انظر أيضاً
- اليهود في مصر
المصادر
- ^ تاريخ اليهود واليهودية فى مصر والشرق الاوسط والعالم، فيسبوك