مولاي علي الشريف

المولى علي الشريف (مؤسس الدولة العلوية)

السلطان مولاي علي الشريف 1631/1635م

ضريح مولاي علي الشريف، في ريساني، جنوب شرق المغرب.

هوالمولى علي بن الحسن بن عبد الله، المعروف بالشريف، ومنه تفرعت فروع المحمديين، وكان مولده سنة 997هـ/1589م، ومن أولاده الذين تولوا الملك من العلويين نجد محمد والرشيد والمولى إسماعيل، وقد تولوا الملك على هذا الترتيب.

عهد بالصلاح والتقوى، وكان مجاب الدعوة، كثير الأوقاف والصدقات، قسم أوقاته بين الحج والجهاد بإفريقيا والأندلس. وقد رحل إلى فاس وأقام بها مدة يدرس، ثم حج وعاد إلى سجلماسة ليقيم بقرية تسمى جرس على مرحلتين ونصف من سجلماسة، ثم خرج إلى الأندلس للجهاد، ثم عاد إلى سجلماسة فخط إليه أهل الأندلس يطلبون إليه العودة، فعاد إليهم وشارك في الجهاد. عرض عليه الأندلسيون الخلافة لكنه أبى ورفض ورعًا وزهدًا. نطق الزياني في ذلك: "... وممن عظم الفهم، واكتفى به عن الملك، وزهد فيه، مولاي علي الشريف جد الأشراف العلويين، فإنه كان يتوجه للغزوبجزيرة الأندلس المرة بعد المرة، واشتهر فهمه، وظهر فضله، وراوده أهل الأندلس على ملكها، فزهد فيه ونطق: "يكفيني قصب الفهم". ونطق اليفرني:" وقد وقفت على رسائل عديدة بعث بها إليه فهماء غرناطة يحضونه على الجواز إليهم واستنفار المجاهدين إلى حماية بيضتهم ويذكرون له حتى كافة أهل غرناطة من فهمائها وصلحائها ورؤسائها قد وظفوا على أنفسهم من خالص أموالهم دون توظيف سلطان عليهم أموالا كثيرة برسم الغزاة الذين يردون معه من المغرب، وحلوه في بعض تلك الرسائل بما نصه: "إلى الهمام الضرغام قطب دائرة فرسان الإسلام الشجاع المقدام، الهصور الفاتك، الوقور الناسك، طليعة جيش الجهاد، وعين أعيان النجاد، المؤيد بالفتح في هذه البلاد، المسارع إلى سقماة رب العباد، مولانا أبي الحسن علي الشريف". وخطوا مع ذلك إلى فهماء فاس يلتمسون منهم حتى يحضوا المولى عليا على العبور إلى العدوة فخط إليه أعلام فاس بمثل ذلك وحثوه على المسارعة إلى إغاثتهم، وذكروا له فضل الجهاد وأنه من أفضل أعمال البر، فنطقوا له في بعض تلك الرسائل: "وعوضوا هذه الوجهة الحجية التي اجتمع رأيكم عليها، وتوفر عزمكم لديها بالعبور إلى الجهاد، فإن الجهاد، أصلحكم الله في حق أهل المغرب، أفضل من الحج كما أفتى به الإمام ابن رشد حين سئل عن ذلك، وقد بسط الكلام عليه في أجوبته ووجه ما مضى إليه من ذلك. وكان ممن خط إليه من فهماء غرناطة جماعة منهم: الفقيه أبوعبد الله محمد بن سراج شيخ المواق وقاضي الجماعة بها. ومن شيوخ فاس الذين خطوا إليه: الفقيه أبوعبد الله العكرمي شيخ شيوخ الإمام ابن غازي، وأبوالعباس أحمد بن محمد بن ماواس، وأبوزيد عبد الرحمن الرقعي صاحب الرجز المشهور وغيرهم. لقد ضرب المولى علي الشريف أروع الأمثال في التضحية ونكران الذات، في سبيل تحقيق تلك الأهداف المشهجرة للمغاربة والأسرة العلوية الشريفة، التي ظلت على امتداد ثلاثة قرون ونصف القرن، القاسم المشهجر الذي جعلهما بنيانا مرصوصا يشد بعضه بعضا، وذلك بتطوعه للجهاد، لإنقاذ الإسلام من مخالب الكنيسة الصليبية، بطلب من فهماء المغرب والأندلس الذين راسلوه في الموضوع شعرا ونثرا إلى غير ذلك كان المولى علي الشريف مشهورا في عصره، متقدما على كافة أهل مصره، وأنه كان ملحوظا بالإجلال عندهم والإكبار