الشغف (باليونانية: πασχω أي عانى أوتُحكِّم فيه) هوشعور بالحماس الشديد أورغبة لا تُقاوم تجاه إنسان أوشيء ما. يمكن حتىقد يكون الشغف اهتمامًا متلهفًا أوإعجابًا بفكرة أومُقترح أودعوى ما، أوتمتعًا حماسيًا باهتمام أونشاط ما، ويصل إلى حد الانجذاب الشديد والإثارة والعاطفة تجاه إنسان ما. يُستخدم هذا المصطلح بالتحديد في سياق الرومانسية أوالرغبة الجنسية، رغم أنه يوحي عمومًا بعاطفة أكثر عمقًا أوأكثر شمولًا من العاطفة المتضمنة في حدثة شهوة.

يصف دنيس ديدروالشغف على أنه «ولع شديد وميول ورغبات ونفور بدرجة معينة، مصحوب بإحساس غير واضح بالمتعة أوالألم، يُحدِث أويصحبه تدفق غير منتظم للدم وحركة مضطربة، ذلك ما نسميه الشغف. يمكن حتىقد يكون قويًا كفايةً ليكبح أي ممارسة للحرية الشخصية. هوحالة تكون فيها الروح -بدرجة ما- مُتَأثّرة (بالإنجليزية: passive) ومن هنا اشتقت حدثة شغف بالإنجليزية (Passion). هذا الميل -أوما يُدعى النزعة النفسية- ينبع من الرأي الذي نرى فيه حتى هناك خيرًا عظيمًا أوشرًا عظيمًا متواجد في أمر يثير الشغف بحد ذاته».

تقسم المبادئ الاسترشادية للشغف إلى أربع فئات رئيسية:

  1. ملذات وآلام الحواس.
  2. ملذات العقل أوالتخيل.
  3. اكتمالنا أونقصنا في الفضائل أوالرذائل.
  4. الملذات والآلام في سعادة الآخرين أومصائبهم.

العاطفة

يمكن تعريف العاطفة بشكل موحد على أنها «حالة ذهنية طبيعية نابعة من ظروف أومزاج أوعلاقات مع الآخرين». يصف ويليام جيمس العاطفة على أنها «أصداء يقوم بها الجسد، مثل: المفاجأة، والفضول، والنشوة، والخوف، والغضب، والشهوة، والجشع وما شابه ذلك...». تؤثر هذه المشاعر جميعها على إدراكنا العقلي. يتسبب هذا الود العقلي في وضع جسدنا في هذه الحالة الأخيرة. تعطي هذه الحالة إشارات لجسدنا مسببة «تعبيرات جسدية».

أوجد أستاذ الفلسفة الشهير روبرت سولومون نظريته وتعريفه الخاص للعاطفة. يقدِّم سولومون رأيًا مفاده حتى العاطفة ليست حالة جسدية بل هي نوع من الحكم. «من الضروري حتى نختار عواطفنا بنفس الكيفية التي نختار بها تصرفاتنا» مع الهجريز على العلاقة بين العواطف وإرادتنا العقلانية. يعتقد سولومون أننا كبشر نتحمل مسؤولية عواطفنا. إذا العواطف عقلانية وهادفة مثل الأفعال تمامًا. «نحن نختار العاطفة مثلما نختار مسار العمل». صنفت الدراسات الحديثة وكذلك الدراسات التقليدية العواطف على أنها اضطراب فسيولوجي. يرى ويليام جيمس هذا الوعي العاطفي ليس اختيارًا بل حدثًا جسديًا وليس مجرد اضطراب. إنه أمر يحدث خارج سيطرتنا وتتأثر أجسادنا بهذه العواطف. نقوم بهذه الأفعال بناءً على الحالة الغريزية التي تقودنا إليها هذه العواطف. اشتُق مفهوم العاطفة هذا من الشغف. صُنفت العاطفة على أنها إحدى فئات الشغف.

السبب

الرغبة الشديدة في أمر ما: بغض النظر عن السياق، إذا رغب إنسان في أمر ما، وكانت هذه الرغبة مصحوبة بعواطف أومشاعر، يمكن تسمية هذه الرغبة «شغف». لا حدود للشغف، ومن الممكن حتى يصبح الشغف اللامتناهي تجاه شيء ما أمرًا خطيرًا، متسببًا في نسيان المرء لكل شيء وانقياده بالكامل نحوأمر واحد (سانيوكا).

شدَّد الرواقيون من أمثال أبيكتيتوسفي في كتاباتهم على حتى «مجال الدراسة الأهم والأكثر إلحاحًا هوالمجال الذي له علاقة بالعواطف الأقوى… الأسى، الرثاء، الحسد… الشغف هوما يجعلنا نسد آذاننا عن الإنصات إلى العقل». ما زال التقليد الرواقي يتبع دعوة هاملت القائلة:«أرني رجلًا ليس عبدًا لعاطفته، وسأتقمصه داخل أعماق قلبي»، كما يقول إيراسموس في رثائه «منح جوبيتر شغفًا أكثر بكثير من العقل، تقدر اعتبار النسبة أربعة وعشرين إلى واحد». جرى تثمين العاطفة على العقل في التنطقيد الغربية فقط مع الحركة الرومانسية الفنية: «حدثا كان هناك شغف أكثر حدثا كان الشعر أفضل».

ركزت اهتمامات أبحاث الذكاء العاطفي الأخيرة في العثور على توليفة من القوتين، شيء «يقلب الفهم القديم للتوتر بين العقل والشعور رأسًا على عقب: إننا لا نريد حتى نتخلص من العواطف ووضع العقل مكانها مثلما نطق إيراسموس، لكن بدلًا من ذلك، حتى نحقق توازنًا ذكيًا بين الاثنين».

خطأ ديكارت

درس أنطونيوداماسيوما يحدث عندما «تنبتر الروابط بين المراكز السفلى من الدماغ العاطفي…والقدرات التفكيرية للقشرة الجديدة». عثر أنه في حين حتى «العواطف والمشاعر يمكن حتى تسبب تدميرًا في عمليات التفكير… فإن «فقدان» العواطف والشعور لا يقل عن ذلك ضررًا» يقود هذا إلى «موقف مناقض للبديهة مفاده حتى المشاعر «لا غنى عنها» عادة لاتخاذ قرارات عقلانية»، وخلص في النهاية إلى أن: «العواطف لها رأي في كيفية أداء بقية الدماغ والإدراك لأعمالها». لها تأثيرها هائل... (يوفر) إطارًا مرجعيًا -على عكس خطأ ديكارت... الفكرة الديكارتية للعقل غير المادي».

في الزواج

أي توتر أوجدلية بين الزواج والعاطفة يمكن إرجاعها إلى المجتمع الغربي على الأقل حتى العصور الوسطى، وظهور تقديس الحب النبيل. جادل المحرر والمنظر السويسري دينيس دي روجيمونت بأن «الحب الشغِف شكَّل منذ نشأته في القرن الثاني عشر معارضة للزواج». تخط ستايسي أوليكر أنه في حين «هيأ ممضى التطهيرية الأرضية لأيديولوجية الحب الزوجي من خلال نشر الحب في الزواج»، منذ القرن الثامن عشر فقط «نجحت أيديولوجية الحب الرومانسي في حل العداء بين العاطفة والعقل في البروتستانتية» في سياق الزواج. (لاحظوا حتى القديس بولس تحدث عن محبة الرجل لزوجته في أفسس 5).

الشغف الفكري

يصر جورج برنارد شو«على حتى هناك شُغف أكثر إثارة بكثير من الشغف المادية…«شغف فكري، شغف رياضي، شغف للاسكتشاف والاستجلاء: وهي أقوى ما يتواجد من الشغف». نادى سيغموند فرويد -الذي عاصر برنارد شو- إلى الاستمرارية (وليس التباين) بين الاثنين، ماديًا وفكريًا، وأشاد بالكيفية التي «تمكن بها ليوناردومن التسامي بشغفه الجنسي بقوة إلى مستوى الرغبة في إجراء أبحاث فهمية مستقلة».

كحافز في مهنة

توجد مسببات مختلفة تدفع الأفراد إلى العمل في وظائفهم. قد يضم ذلك الشغف نحومهنة، أوشركة، أونشاط. عندما يحرز المديرون أوالمهنيون الكنديون أهدافًا شغِفة في مهنتهم فإنهم يميلون إلى حتى يصبحوا أقل هوسًا في سلوكهم أثناء عملهم، الأمر الذي يؤدي إلى إنجاز المزيد من العمل وشعورهم المزيد من الرضا عن وظائفهم. هؤلاء الأفراد لديهم مستويات أعلى ذاتيًا من الرفاهية والصحة النفسية. عندما يستمتع الأشخاص حقًا بمهنتهم ويندفعون بدافع الشغف،قد يكونون أكثر ارتياحًا لعملهم ويتمتعون بصحة نفسية أفضل. عندماقد يكون المديرون أوالمهنيون غير راضين عن مهنتهم فتزداد قابليتهم للشعور بعدم الرضا عن علاقاتهم الأسرية ويميلون للشعور بالمعاناة النفسية. من بين الأسباب الأخرى التي تجعل الناس أكثر ارتياحًا عندماقد يكون دافعهم هوشغفهم تجاه مهنتهم هوآثار الدوافع الداخلية والخارجية. عندما يقوم المديرون أوالمهنيون الكنديون بعمل ما لإرضاء الآخرين، فإنهم عادةً ما يحصلون على مستويات منخفضة من الرضا والصحة النفسية. كما أثبت هؤلاء الأفراد أنفسهم أنهم مدفوعون بعدة معتقدات ومخاوف تتعلق بأشخاص آخرين. ثالثًا، على الرغم من حتى بعض الأفراد يعتقدون أنه لا ينبغي للمرء حتى يعمل لساعات طوال، فإن الكثيرين يفضلون ذلك بسبب شغفهم الشديد بالعمل. من ناحية أخرى، قد يسبب ذلك توترًا في العلاقات العائلية والصداقات. التوازن بين الأمرين شيء يصعب تحقيقه، ومن الصعب دائمًا إرضاء الطرفين.

مراجع

  1. ^ "3958. paschó". Strong's Concordance. مؤرشف من الأصل في 18 يوليو2017. اطلع عليه بتاريخ 15 ديسمبر 2017.
  2. ^ "Definition of passion". Oxford English Dictionary. مؤرشف من الأصل في May 4, 2017. اطلع عليه بتاريخ 15 ديسمبر 2017.
  3. ^ Diderot, Denis (1 April 2004). "Passions". Encyclopedia of Diderot & d'Alembert - Collaborative Translation Project. 12: 142–146. hdl:2027/spo.did2222.0000.248.
  4. ^ "The definition of emotion". مؤرشف من الأصل فيستة يوليو2018.
  5. ^ James, William (2016-01-11). "What is an Emotion?". مؤرشف من الأصل فيستة يوليو2019.
  6. ^ Dixon, Thomas (2003-06-05). (باللغة الإنجليزية). Cambridge University Press. ISBN . مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020.
  7. ^ Solomon, Robert C. (1973). "Emotions and Choice". The Review of Metaphysics. 27 (1): 20–41. ISSN 0034-6632. JSTOR 20126349.
  8. ^ W. A. Oldfield trans., Epitectus: The Discourses Vol II (london 1978) p. 23
  9. ^ Harold Jenkins ed., Hamlet (London 1995) p. 292
  10. ^ John Dennis, in M. H. Abrams, The Mirror and the Lamp (Oxford 1953) p. 75
  11. ^ Quoted in Goleman, p. 9
  12. ^ Goleman, p. 28-9
  13. ^ Antonio R. Damasio, Descartes' Error (London 1996) p. xiv
  14. ^ Goleman, p. 53
  15. ^ Damasio, p. 160 and p. 250
  16. ^ Goleman, p. 28
  17. ^ Denis de Rougement, Love in the Western World (Princeton 1983) p. 276
  18. Stacey J. Oliker, Best Friends and Marriage (1989) p. 16
  19. ^ Stanley Weintraub, Shaw's People (1996) p. 172
  20. ^ Burke, R. J.; Fiksenbaum, Lisa (May 2009). "Work Motivations, Satisfactions, and Health Among Managers: Passion Versus Addiction". Cross-Cultural Research. 43: 349–365. doi:10.1177/1069397109336990. Data were collected from 530 Canadian managers and professionals, MBA graduates of a single university, using anonymously completed questionnaires.
  21. ^ Burke, R. J.; Fiksenbaum, Lisa (May 2009). "Work Motivations, Satisfactions, and Health Among Managers: Passion Versus Addiction". Cross-Cultural Research. 43: 349–365. doi:10.1177/1069397109336990. Data were collected from 530 Canadian managers and professionals, MBA graduates of a single university, using anonymously completed questionnaires. The following results were noted. First, scores on passion and addiction were significantly and positively correlated. Second, managers scoring higher on passion and on addiction were both more heavily invested in their work. Third, managers scoring higher on passion also indicated less obsessive job behaviors, greater work and extrawork satisfactions, and higher levels of psychological well-being.
تاريخ النشر: 2020-06-02 14:26:21
التصنيفات: شعور جنسي, مشاعر, صفحات بها مراجع بالإنجليزية (en), صفحات تستخدم خاصية P227, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تفاصيل جلسة عمومية مهمة يعقدها مجلس النواب في هذا التاريخ

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:23:32
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 80%

غسالات برندت بمحركات WEG

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:24:07
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

السعودية تقر «ميزانية 2023» بإنفاق 1.114 تريليون ريال

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:23:52
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 88%

مقتل شخصين بمظاهرات في العراق... والسوداني يعقد اجتماعاً لمجلس الأمن

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:24:01
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 92%

بوتين يقر بنزاع "طويل الأمد" في أوكرانيا ويلمح إلى أنه لن يس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:22:38
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

وزير الخارجية السعودي: علاقاتنا مع الصين تتميز بالثقة المتبادلة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:23:54
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 100%

المفوضية الأوروبية تقترح إدراج 200 فرد وكيان على قائمة العقوبات ضد روسيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:24:02
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 98%

السعودية تبحث جدول أعمال القمة الخليجية الصينية مع وزراء خار

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:22:42
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

كورونا: 6 إصابات جديدة مع عدم تسجيل أي وفاة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:24:05
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

تونس: إحباط مخطط لهجوم إرهابي يستهدف دورية أمنية ومؤسسة ديني

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:23:00
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

مبادرة سعودية لتعزيز دور الثقافة في المستقبل الأخضر

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:23:55
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 95%

السعودية توقّع شراكات ثقافية مع دول ومنظمات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:23:56
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 87%

«رقية السنوسي».. أول سودانية تحترف بالدوري السعودي للسيدات

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:23:19
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

شركات الطيران ستضطر إلى دفع ثمن انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:24:00
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 95%

بايدن يستقبل أول قمة أميركية أفريقية منذ 8 سنوات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:23:59
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 88%

إيلون ماسك ينتقد تحقيقًا رسميًا بشأن تحويل مكاتب في تويتر إل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-07 21:22:34
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية