هنري گورو
هنري گورو | |
---|---|
هنري گوروفي المغرب
| |
وُلد | 17 November 1867 پاريس، فرنسا |
توفى | 16 سبتمبر 1946 پاريس، فرنسا |
(عن عمر 78 عاماً)
الولاء | الجمهورية الفرنسية الثالثة |
الخدمة/الفرع | الجيش الفرنسي |
سنوات الخدمة | 1890–1937 |
الرتبة | جنرال دارمي |
قاد | الفرقة العاشرة مشاة الجيش الرابع |
معارك/حروب |
حروب الماندنگو الحرب العالمية الأولى الحرب الهجرية الفرنسية الحرب السورية الفرنسية |
الجنرال هنري جوزيف اوجين گورو Henri Joseph Eugène Gouraud (و. 17 نوفمبر 1867 - 16 سبتمبر 1946) جنرال فرنسي قاد الجيش الفرنسي في نهاية الحرب العالمية الأولى.
هنري أوجين گوروHenri Eugène Gourau، جنرال فرنسي ولد في باريس وبها تلقى علومه. انتسب إلى المدرسة العسكرية في سان سير Saint-Cyr وتخرج فيها برتبة ضابط عام 1888م، خدم بسلاح القناصة، وظهرت موهبته عسكرياً واستراتيجياً في أثناء خدمته العسكرية في مالي، وكان من أنصار النظرية العسكرية الفرنسية القائمة على «الهجوم حتى الإبادة».
في أفريقيا
عهد بتعصبه الشديد لمعتقداته الدينية، وكثيراً ما كان يجاهر باعتداده أنه واحد من أحفاد الصليبيين الذين غزوا بلاد الشام إبان العصور الوسطى، رقي إلى رتبة عقيد عام 1907، ثم نقل إلى المغرب سنة 1910، بطلب من المارشال الاستعماري ليوتي Lyautey، ومنه تفهم أفانين المكر والخداع، فكان ساعده الأيمن، ثم حلّ مكانه لتوطيد الحماية الفرنسية في المغرب.
في الحرب العالمية الأولى
وفي سنة 1915 عين قائداً للجيش الرابع الفرنسي في حملته على الدردنيل التي بترت فيها ذراعه اليمنى. عاد إلى مراكش سنة 1917 بصفة مقيم، وفي العام نفسه صدّ بمناورة عسكرية هجوماً ألمانياً في ريمس Reims، فوصفه رئيس الوزراء جورج كليمنصوG.Clemenceau بـ«الجندي العظيم» وكان وراء تعيينه مفوضاً سامياً على سورية.
الحرب الهجرية الفرنسية وغزوالشام
قاد گوروالقوات الفرنسية في الحرب الهجرية الفرنسية (1919 - 1923).
وصل الجنرال غوروإلى بيروت وفق مخطط الانتداب يوم 21/11/1919، وعندما تناهى نبأ توجهه إلى دمشق؛ اجتمع أعضاء المؤتمر السوري في اليوم التالي، واتخذوا قرارهم الشهير بضرورة الدفاع عن وحدة سورية الطبيعية، ومع تقدم القوات الفرنسية إلى الداخل بدأت أعمال المقاومة في البقاع ومرجعيون والقنيطرة، وامتدت إلى الشمال لتصل إلى اللاذقية، والتحق كثير من ضباط الجيش السوريين بالثوار في جبال اللاذقية وجبل عامل، وقتلوا مع المتطوعين العرب نحوخمسين جندياً فرنسياً في مدينة أنطاكية وحدها، ثم اشتعلت ثورة إبراهيم هنانووصالح العلي، مما ألحق خسائر فادحة بالقوات الغازية، فلجأ غوروإلى تدمير الكثير من المدن والقرى، كأنطاكية والقدموس وبانياس والقصير، وشرَّد معظم سكانها وأصبح كثير منهم بلا مأوى، ثم عمد إلى إثارة النعرات الطائفية بتسليح بعض الأفراد والجماعات من مسيحيي البلاد، بالوقت الذي قرر فيه الزحف إلى دمشق. وفي يوم 14/7/1920 (وهويصادف يوم عيد الحرية في فرنسا)، وجه إلى فيصل بن الحسين إنذاره الشهير، الذي صيغ بطريقة استفزازية، وقد اشتمل على تسليم خط حديد رياق ـ حلب، وإلغاء التجنيد الإجباري وتسريح المجندين، وقبول التعامل بالعملات النقدية الورقية، وقبول الانتداب الفرنسي، ومعاقبة المجرمين الذين تمادوا - على حد زعم غورو- في معاداة فرنسا، ومع حتى فيصل قبل مع أركان حكومته تطبيق بنود هذا الإنذار، غير حتى الجنرال غوروأمر جيشه المؤلف من 70 ألف مقاتل بالتوجه إلى دمشق بحجة انقضاء مدة المهلة التي حددها بـ 48 ساعة، وكان هذا الجيش مدججاً بأحدث أنواع الأسلحة من دبابات ومدافع إلى جانب عشرات الطائرات من أجل الحماية الجوية، وقام الأهالي بمظاهرات حاشدة وهاجم بعضهم ثكنات الجيش لأخذ السلاح، بهدف التصدي للفرنسيين، وخطب فيصل في مسجد بني أمية حاثاً الناس على الدفاع عن البلاد، بعدما تأكد من غدر الفرنسيين قائلاً: «أردت حتى أرد عنكم زحف جيش الأعداء بإجابة مطالبهم فلم يرتدوا، فإن كنتم في حاجة إلى بلدكم فاخرجوا للدفاع عنه».
وأعربت الأحكام العهدية، وأخذت أفواج المتطوعين من الأهالي تتدفق إلى دمشق بما توافر لها من السلاح، وأمر وزير الحربية يوسف العظمة بوقف أعمال التسريح وإعداد من تظل من الجنود للقتال متوجهاً بالجميع إلى ميسلون، حيث التقى القوات الفرنسية يوم 24/7/1920 فكانت معركة ميسلون، وهي في الأغلب مجزرة أكثر منها معركة، وارتد المتطوعون ومن تظل من الجيش إلى الداخل نتيجة القصف المدفعي وقذف القنابل من الطائرات بكثافة، ومع ذلك تمكن الثوار من اغتال ما يزيد على 150 جندياً فرنسياً، غير حتى عدد الشهداء في الجانب العربي زاد على 400 منهم وزير الحربية يوسف العظمة الذي استشهد في هجوم يائس.
دخلت قوات غوروإلى دمشق، يتقدمها الجنرال غوابيه ممتطيا الجواد، ومن خلفه وحدة الموسيقى العسكرية فرجال المشاة فالخيالة فالمدفعية فالمصفحات فالدبابات، وكانت غاية ذلك إرهاب الناس. وبالوقت نفسه وجه غوروإلى الملك فيصل كتاباً باسم الحكومة الفرنسية يدعوه فيه إلى مغادرة البلاد في ثماني عشرة ساعة، وكان فيصل قد غادر إلى الكسوة بسيارته، ولحق به أركان حكومته وتوجه الجميع إلى درعا صباح الأول من شهر آب/أغسطس 1920م، ثم أُبلغ بضرورة الخروج من درعا في عشر ساعات، وحلقت الطائرات الفرنسية في أجواء حوران وألقت منشوراتها على الأهلين تدعوهم إلى إخراج الملك، وأذعن فيصل للأوامر وخرج إلى حيفا.
وبعد حتى ولج غوروإلى دمشق، مضى إلى المسجد الأموي شاهراً سيفه، وعلى مقربة من قبر صلاح الدين الأيوبي نطق عبارته الشهيرة: «ها قد عدنا يا صلاح الدين»، وتفنن باستخدام أساليبه القمعية التي ارتبطت بسمعته منذ حتى كان في المغرب وإفريقيا، ففرض الغرامات الحربية على الأهالي (200 ألف ليرة عثمانية مضىية و10 آلاف بندقية) وطبَّق الأحكام العهدية وأصدر أوامره بالقبض على جميع من حمل سلاحه مقاوماً.
وفي 31-8 1920 أعرب استقلال جبل لبنان وسلب سورية أقضيتها الأربعة (حاصبيا - راشيا - البقاع - بعلبك)، وأطلق على الدولة الجديدة اسم: دولة لبنان الكبير. ثم قسم سورية إلى أربع دول على أسس طائفية ( دولة دمشق - دولة حلب - دولة العلويين - دولة الدروز). وفرض اللغة الفرنسية إلى جانب العربية، مما جعل البلاد تهب في وجهه بثورات متلاحقة سجل فيها السوريون أروع صفحات الجهاد في التاريخ الحديث.
وفي يوم 23/6/1921 تعرض لهجوم مباغت بمسقط الرويسية على مقربة من القنيطرة من قبل المجاهدين (أحمد مريود ورفاقه)، فأصيب فيه بجراح وكاد حتى يقتل، لولم يختبئ تحت مقعد سيارته، وقد أضعفت تلك الحادثة من هيبته وأقضت مضجعه.
وفي ٢٥ تشرين الأول ١٩٢٢، استنطق الجنرال هنري گورومن منصبه كمندوب سامٍ لفرنسا في سوريا ولبنان. خلفه في المنصب موريس سيراي في نيسان ١٩٢٣.
وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات في سورية، لم ينل من مقاومتها، استُبدل به الجنرال دوفانويومتسعة مايو1923، وغادر سورية إلى فرنسا، فعين هناك حاكماً عسكرياً لمنطقة باريس، واستمر في منصبه إلى حتى أحيل على التقاعد، وأقام في باريس حتى وافته المنية سنة 1946.
كتاباته
- La Pacification de Mauritanie. Journal des marches et opérations de la colonne de l'Adrar, 1910 ;
- Souvenirs d'un Africain, Au Soudan, 1939 ;
- Zinder-Tchad. Souvenirs d'un Africain, 1944 ;
- Mauritanie-Adrar, 1945 ; Au Maroc, 1946
معلومات
باريس فيها قصر الجنرال گوروPlace du Général-Gouraud في الحي السابع 7th arrondissement.
المصادر
- علي سلطان
- Le général Gouraud durant la Grande Guerre
- Biographie de Henri Joseph Eugène Gouraud
للاستزادة
- أدهم الجندي، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي (دمشق 1960).
ـ علي سلطان، تاريخ سورية ـ حكم فيصل بن الحسين (دار طلاس، دمشق 1987).
ـ منير المالكي، من ميسلون إلى الجلاء (وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية، دمشق 1991).